عشق لا يضاهي الفصل الثالث
بسواد رباني يخر له الناسك ساجدا ما عدا من ملك قلبها فهو لا يرى بها وجمالا أو هكذا ظنت.
حدقت في أشعة الشمس الناعمة المتدفقة من النافذة بلا تعبير... تتمتم لنفسها بهدوء
لقد توقف المطر
في ذلك اليوم لم يغادر ظافر القصر... بل ظل جالسا في غرفة المعيشة على الأريكة ينتظر اعتذار سيرين وتعبيرها عن أسفها... لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تفقد فيها سيرين أعصابها معه... ومع ذلك بعد كل نوبة ڠضب كانت تعتذر له بعد فترة وجيزة... فأعتقد ظافر أن الأمر سيكون نفسه هذه المرة.
أعطته الورقة التي كانت عبارة عن اتفاقية طلاق تتنازل بها عن كافة حقوقها الشرعية بما في ذلك مؤخر صداقها المبالغ به تقول ببرود مصطنع
اعلمني عندما يكون لديك الوقت ظافر.
كان الجو في الخارج مشرقا ومشمسا بعد ليلة مطيرة غائمة وكأن الطبيعة نفسها تبارك انطلاقتها نحو الحرية.
شعرت سيرين بأن الحياة منحتها فرصة جديدة فرصة لكتابة فصل جديد من وجودها بعيدا عن الظلال القاتمة التي كانت تحاصرها.
في هذه الأثناء كان ظافر جالسا كالصنم على الأريكة يمسك باتفاقية الطلاق في يده وكأنها وثيقة تثقل كاهله بماض لا يرحم ومستقبل خاو بدونها... شعور بارد تسلل إلى أوردته لبعدها ولا يجد له تفسيرا.
كان اليوم يوم السبت وفي مثل هذا الوقت من العام كان ظافر يأخذ سيرين إلى مسقط رأسه لتقديم واجب العزاء للأسلاف. كانت تلك الزيارة السنوية دائما تفرض عليهما مواجهة نظرات العائلة المتطفلة وتحمل الأحاديث الجانبية والنقد المبطن. ولكن اليوم كان وحده يغمره شعور غريب لم يستوعبه بعد.
اقتربت شادية من ظافر وعبست تسأله بقلق
ظافر!! أين سيرين
نظر إليها ظافر بتعبير وجه بارد جاهد في استحضاره وقال بصوت خاڤت
ساد الصمت المكان وصدمت العائلة من وقع كلماته... كانت شادية تعلم أن حب سيرين لظافر يتجاوز كل شيء ولم ينافسها في حبه سوى والديه ولكنها تفوقت عليهما بمراحل إنها تتنفسه.
قبل سبع سنوات قامت سيرين بحماية ظافر نقلت على إثرها إلى إحدى غرف العناية المركزة بعدما خضعت إلى جراحة