الأحد 15 ديسمبر 2024

عشق لا يضاهي الفصل الثالث

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز


كيف كانت سيرين ذات رائحة غريبة لذا كان هذا هو السبب... سخر منها بصمت. مهما تناولت من أدوية فلن تحمل أبدا... إنها حتما مچنونة... هذا ما تفوه به ظافر وهو يهز رأسه بيأس من تصرفاتها 
عشق لا يضاهى تمصير أسماء حميدة لمتابعة مواعيد النشر يرجى الانضمام إلى جروب روايات الأسطورة أسماء حميدة أو متابعة صفحة روايات أسماء حميدة.

في فندق مظلم وصغير فتحت سيرين عينيها بصعوبة... رأسها ينبض بقوة كان العالم من حولها صامتا. أدركت حينها أن حالتها ساءت مرة أخرى.
قبل ذلك كانت لا تزال قادرة على سماع بعض الأصوات حتى من دون أجهزة السمع الخاصة بها.
دفعت نفسها إلى أعلى وتحسست الطاولة بجوار السرير حتى وجدت الدواء الذي تحتاجه... وضعت الحبوب في فمها وتذوقت مرارته أو ربما مرارة قلب مكسور.
في اليوم السابق غادرت قصره الذي كان منزلها طيلة السنوات الثلاث الماضية. في البداية ذهبت إلى منزل والديها منزل تهامي.
عند الباب وقبل أن ترفع قبضتها الرقيقة لتطرقه استمعت إلى والدتها سارة وأخوها تامر يناقشان كيف سيقومان بتزويجها لرجل يبلغ من العمر 78 عاما إذا طردها آل نصران في هذه الأثناء فقدت سيرين صوابها عندما سمعت ذلك... وحينها أدركت أخيرا أنها لم تعد تمتلك مكانا لتسميه موطنا.
نهضت بضعف وعلى الرغم من أنها لم تأكل أي شيء لمدة يومين إلا أنها لم تشعر بالجوع... كان المكان هادئا جدا وصمته المطبق بعث الخۏف بقلبها المنقبض... لقد زاد هطول الأمطار في المدينة هذا العام بشكل متكرر أكثر مما كانت عليه في السنوات السابقة من هدر نابضها.
حدقت سيرين بالمشاة عبر نافذة الغرفة الذين كان معظمهم يتنزهون أزواج أو في مجموعات... ابتسمت بحزن فهي الوحيدة المنبوذة التي ظلت تعيش حياتها داخل قوقعة بمفردها.
ارتدت ملابسها وغادرت الفندق قاصدة محطة القطار لتشتري تذكرة حافلة لتغادر المدينة وقررت الذهاب إلى منزل مربيتها في الريف.... كانت مربيتها فاطمة تعتني بها عندما كانت طفلة.
كانت الساعة التاسعة مساء عندما وصلت سيرين... وحالما رأتها فاطمة بدت مندهشة بشكل سار.
انهمرت دموع سيرين عندما رأت ابتسامة فاطمة الدافئة. مدت يدها إليها وعانقتها... تقول بنشيج أمي.
بسبب مشاكل صحية لم تتزوج فاطمة قط ولم تنجب أطفالا... لذا كانت فاطمة أقرب إلى سيرين من والدتها.
في تلك الليلة احتضنت سيرين مربيتها.. تماما كما كانت تفعل وهي طفلة صغيرة بائسة تبحث عن الحنان والعطف... لفت فاطمة ذراعيها حول سيرين لتدرك أن الأخيرة كانت نحيفة للغاية وذلك عندما ضغطت بيدها على ظهر سيرين التي ترتجف بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
أجبرت فاطمة نفسها على الهدوء تحاول تجاهل الحالة التي عليها صغيرتها وسألت بحذر
هل كان ظافر يعاملك جيدا سيرين 
شعرت سيرين پألم حاد في حلقها عندما
سمعت اسم ظافر... وأرادت أن تكذب على فاطمة وتخبرها أن ظافر كان يعاملها بشكل جيد لكنها كانت تعلم أن فاطمة ليست غبية.
وبما أنها قد قررت بالفعل تركه لم تعد هناك حاجة للكذب على نفسها أو على الأشخاص الذين يحبونها.
لقد انتهت أيامه وعاد الشخص الذي يحبه... لقد قررت أن أتركه وطلبت الطلاق.
أصيبت فاطمة بالذهول ولم تستطع أن تصدق ما سمعته... فقد أخبرتها سيرين عدة مرات من قبل أنها تريد أن تقضي بقية حياتها مع ظافر.
ولأن فاطمة لم تكن تعرف ماذا تقول لتعزية سيرين أردفت قائلة لها
إن هناك الكثير من الأسماك الأخرى في البحر ولا بد أن يكون هناك سمكة واحدة ستحبك كما أنت سيرين لا تبتأسي صغيرتي إنه أحمق لا يعرف قيمتك.
أومأت سيرين برأسها بصمت... إذ كان الطنين في أذنيها يحجب صوت فاطمة المريح... في تلك الليلة تمكنت سيرين من الحصول على قسط من النوم الجيد وهو أمر نادر الحدوث.
ولكن عندما استيقظت لمست سيرين أذنها اليمنى وشعرت بأصابعها لزجة... وأخذت تنظر إلى يدها الملطخة .... و
انتظرونا في حلقة جديدة من عشق لا يضاهى تمصير أسماء حميدة لمتابعة مواعيد النشر يرجى الانضمام إلى جروب روايات الأسطورة أسماء حميدة أو متابعة صفحة روايات أسماء حميدة.

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات