الخميس 12 ديسمبر 2024

عشق لا يضاهي الفصل الثاني

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز


أي شيء. 
ثم أضاف وكأن قلبه خالي من أي ملامح الرحمة 
لو لم تقم سيرين بخداع ظافر لكان قد تزوجك منذ البداية ولما كنت بحاجة للمعاناة في الخارج. 
رغم الرنين الذي يدوي في أذني سيرين إلا أنها كانت قادرة على سماع كل كلمة بوضوح وكأنها رسمت على شفاههم. 
سيرين تعلم جيدا أنها حتى لو لم تتزوج من ظافر فهو لم ولن يقدم على الزواج من دينا إنها حقا لم تكن لتستحق مكانة كهذه امرأة مثل دينا لا تستحق أن تكون زوجة نبيل مثل ظافر نصران.

دينا التي لم يكن لها من خلفية وأصل ونسب سوى كونها لا شيء دينا بذاتها كانت تدرك هذه الحقيقة كما تدركها سيرين لهذا اختارت دينا أن تبتعد عن ظافر مغادرة البلاد بحثا عن حياة أخرى. 
كيف تحولت الأمور إلى كون كل شيء خطأ كانت سيرين هي المتسببة به كيف أصبحت هي الملامة 
خرجت سيرين مسرعة من النادي وهي تحمل مظلتها وكأنها تسير في بحر من الظلام. 
فجأة ظهرت بجانبها شخصية رشيقة تتحرك بخفة كالظل... كانت دينا التي ترتدي ملابس أنيقة وحذاء بكعب عال تعكس ثقة زائفة تتناثر منها. 
قالت دينا بلهجة متغطرسة وكأنها تجيد استعراض انتصاراتها الصغيرة
إنها ليلة باردة أليس كذلك كيف تشعرين الآن بعد أن سخر منك ظافر بعدما جئت إلى هنا في هذا الوقت المتأخر لتبحثي عنه 
لم تجب سيرين لكن دينا لم تكترث لصمتها بل استمرت في حديثها بلغة مليئة بالازدراء
أشفق عليك كما يفعل الجميع... لا بد وأنك لم تعرفي الحب الحقيقي قط أليس كذلك 
ثم تابعت متلذذة بما تراه انتصارا 
هل تعلمين أن ظافر كان يطهو لي الطعام بنفسه وعندما كنت مريضة كان يترك كل شيء من أجل البقاء بجانبي 
وتنهدت بمرارة وكأنها تعيد فتح چرح قديم 
هل أخبرك ظافر من قبل أنه يحبك انتظري.. لا أعتقد أنه يشعر بك من الأساس.. على العكس معي فهو دوما ما كان يقول لي الكثير من كلمات العشق والغزل طوال الوقت...
استمعت سيرين بهدوء إلى هذيان دينا بينما تسللت أفكارها إلى السنوات الثلاث التي مضت منذ زواجها من ظافر. طوال تلك المدة لم يدخل المطبخ ولو لمرة كأن تلك المساحة المقدسة لم تكن تخصه وعندما أصابها المړض لم تجد فيه عزاء ولم تر في عينيه تلك النظرة التي تخبرها أنه يحبها أو حتى تلك الكلمات التي تمنح القلب الطمأنينة.
في هذه الليلة التي كانت ثقيلة كأنها آلاف السنين لم تستطع سيرين أن تغفو فقد اكتشفت للتو أن الرجل الذي منحته قلبها طيلة اثني عشر عاما كان يعشق امرأة أخرى بكل جوارحه كما يعشق الشاب البكر حبه الأول بكامل نضجه واندفاعه.
في تلك اللحظة القاسېة سقطت على قلبها الحقيقة
 

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات