عشق لا يضاهي الفصل الثاني
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
ماذا تعتقدين أنك ستفعلين بدون عائلة نصران من سيتزوج مرة أخرى مطلقة معاقة مثلك
شعرت سيرين بخدر يجتاح جسدها بسبب ما تفوهت به أمها... كلمات كانت كالسهم المسمۏم الذي غادر مشد القوس لينغرز بصدرها.
لم تكن سارة تحب سيرين أبدا حتى عندما كانت طفلة... كانت سارة راقصة مشهورة وإنجابها لطفلة تعاني من مشاكل في السمع كان أحد أكبر أسباب ندمها... لذلك أرسلت سيرين إلى مربية لتعتني بها ولم تسمح لها بالعودة إلى المنزل إلا عند التحاقها بالمدرسة.
وعلى الرغم من مشاكل السمع التي تعاني منها كانت سيرين من أوائل طلاب صفها في دروس الرقص والموسيقى والفن. ومع ذلك فرغم كل الجهود التي بذلتها لم تعتبرها سارة ابنة جيدة بل ظلت سيرين من وجهة نظر سارة ابنة غير محبوبة طفلة غير كاملة ليس فقط جسديا بل أيضا في الحب والعلاقات الأسرية.
ابتسمت سيرين بخيبة فحتى بعد مرور ثلاث سنوات على زواجها كانت جميع أغراضها الشخصية لا تتعدى حقيبة واحدة.
بعد أن انتهت من حزم أمتعتها جمعت شجاعتها وأرسلت رسالة إلى ظافر
لم يرد عليها ظافر... فأظلمت عينا سيرين فقد كانت تعلم أنه لا يريد الرد على رسائلها ولكن ما الجديد أنه لا يهتم لأمرها أبدا.
كل ما كان بوسعها فعله هو انتظار عودته إلى المنزل في الصباح... لقد ظنت أنه لن يعود إلى المنزل في تلك الليلة لكنه عاد عند منتصف الليل.
لم تكن سيرين نائمة في تلك اللحظة... فتوجهت نحوه بخطوات واثقة وأخذت معطفه وحقيبته بحركة عفوية تحمل الود والألفة وكأنهما زوجان عاديان.
لا ترسلي لي رسائل نصية سخيفة مرة أخرى.
بينما كانت سيرين تمسك بمعطفه ارتجفت يدها قليلا وتمتمت
لن أفعل ذلك مرة أخرى.
لم يلاحظ ظافر أي تردد في نبرتها فتوجه مباشرة إلى مكتبه كعادته عند عودته إلى المنزل... ربما كان يعتقد أن من يعاني من ضعف السمع يعيش في عالم صامت أو ربما ببساطة لم يهتم بأمر سيرين.
عندما أحضرت له سيرين بعض الحساء سمعت صوت ظافر يناقش العمل بحيوية مع موظفيه يتحدث عن الاستحواذ على شركة تهامي جروب شركة والدها جمال تهامي... لم تكن تعرف كيف تشعر حيال ذلك... إذ كانت تعلم أن شقيقها تامر
تهامي عديم الفائدة في إدارة الأعمال وفي هذه الحالة فإن الأمر مجرد مسألة وقت قبل سقوط مجموعة تهامي. لكنها لم تتخيل أبدا أن يكون زوجها هو المتسبب الأول في هذا السقوط.
أصيب ظافر بالصدمة وبسبب شعوره بالذنب أو ربما بسبب عاطفة أخرى أغلق الهاتف بسرعة وأغلق الكمبيوتر المحمول متظاهرا بالجهل فتقدمت سيرين إلى غرفة مكتبه ووضعت الوعاء أمامه.
تناول بعض الحساء ثم اذهب إلى الفراش قريبا... صحتك أهم من العمل. قالتها سيرين بحب حقيقي رغم خنجر خيانته وجفاءه الذي شق به ضلوعها بعدما سمعت مخططه الدنيء.
لسبب ما شعر ظافر بالاسترخاء عندما سمع صوتها الناعم ظنا منه أنها ربما لم تسمع شيئا.
وبصوت مرتبك أوقف ظافر سيرين قبل أن تتمكن من المغادرة يسألها مراقبا تعبيرات وجهها بتمعن
لقد قلت أنك تريدين التحدث معي... ما الأمر
عندما سمعت سيرين هذا التفتت إليه وقالت بهدوء
أردت فقط أن أسألك إذا كنت متفرغا في الصباح حتى نتمكن من الذهاب وتقديم طلب الطلاق.
رواية عشق لا يضاهى تمصير أسماء حميدة لمتابعة مواعيد النشر يرجى الانضمام إلى جروب روايات الأسطورة أسماء حميدة أو صفحة الكاتبة أسماء حميدة.