قلب السلطان
المقابل لبيته وامام محله.
وقف امام باب شقتها يدق الباب ففتحت له كعادتها مهلله ومرحبه...سوسنشقيقته ثانى شخص يقدر ببراعه ادخال السرور على قلبه بعد صغيرته سجده.
سوسن يا اهلا يا اهلا يا اهلا يا صباح الفل يا دى النهارد النادى... ازيك يا خويا... واقف على الباب كده ليه اتفضل ادخل.
سلطان مانتى الى موقفاااانى... دخلينى.
جلس على اول مقعد وقالت ثوانى واجيب لك كوباية عناب مشبره إنما إيه.
سلطان لا عايز قهوه.
سوسن ماشبرتش قهوتك فى بيتك ليه
سلطان خرجت على طول ما استحملتش.
جلست سوسن وتنهدت بقوه وعدم رضا تقول ماهو قله قعدانك فى البيت ده هو الى مخليها كده. تملى هاجج على برا ومش طايق تقعد فى البيت ساعتين على بعض يا مؤمن ده انت حتى يوم الجمعه اجازه الشعب مابتاخدوش... فكرك يعنى بعد كل ده هتفكر هى فى ايه... ربك والحق انا لو منها يدخل جوا قلبى مية حكايه وحكايه.
هبت قائله ده انت قمرررر.
توترت قليلا تتحدث بحرج وتقول بسس يعنى.. اعذرنى يعنى.. انت ناشف حبتين.. يعنى لا بتقول كلمه حلوه.. ولا بتفتح معاها اى كلام...اديلكوا كام سنه اهو متجوزين وانت على ده الحال...دى كتر خيرها والله.
سلطان ياستى انا كده.. لازم تقبلنى على كده الله... خلقة ربنا اعمل ايه
لوت ثغرها تتحدث بضيق امال ايام ست الحسن والدلال كنت سايح ونايح يعنى على روحك.
سلطان بضيق منى!
سوسن اه الحنتوسه الننوسه.
سلطان إيه الى فكرك بالموضوع ده دلوقتى طه
سوسن على اساس انه اتنسى.. نسيت انك مشيت من البيت عشان ابوك مارديش يجوزهالك.. والحته كلها عرفت ان سلطان ساب البيت لابوه عشان منى... الحته كلها هاااا.. يعنى عايده وصلها الكلام.
سوسن بتهكم وهى الشهاده لله اصيله... وافقت على العريس ابن الزوات تانى يوم بس.
وسوسن الخڼاقه الى حصلت ماكنتش كبيره اوى كده وبعدها بيومين اتصالحوا بس بنت الواطيه كان العريس المريش لحق زغلل عينها بعدها ابوك وابوها اتصالحوا بس هى كانت باعتك... ابوك دمه اتحرق وحلف لايجوزك ست ستها.
سوسن كانت صاحبتى طول ماحنا فى المدرسة... بس الجامعه فرقتنا وهى راحت جامعه فى الصعيد... طول السنه كانت مسافره وفى الاجازه بتروح تقضى الاجازه عند أهل امها فى بورسعيد.. خلصت اخر يوم امتحانات واتفاجئت ب ابوها بيجوزها ليك... ماعرفتش تكسر كلمته بس كل يوم كانت بتسمع عن قصتك مع منى... لابقت عارفه توافق ولا عارفه ترفض وعلى الحال ده بقالها سنين عامله زى الغريق حتى منعتها تشتغل... وهى مش ناسيه ليك كل ده.
امام شقيقته أظهر قليلا من ضعفه.. فتحدث بلهفه من غيرتى... من
غيرتى عليها يا سوسن... انا خاېف لا تخرج وتشوف الرجاله برا عامله إزاى.
صمت يبتلع رمقه پخوف وضربات قلب عاليه اناا... خاېف لا تبدأ تقارن... الرجاله برا لابسه بدل وبتعرف تتكلم وتتصرف... الى لابس حلو والى متعلم ومتنجر والى بيقول كلام حلو يوزن اجدعها نفوخ... وانتى عارفه اخوكى.
زمت شفتيها بيأس تهز رأسها مؤكده طروبش.. دراعك سابق دماغك.. ده انت حرمت البنيه تخرج معاك.. من اخر مره خرجتوا فيها الصيف الى فات.
سلطان بنفاذ صبر ماقولنا بتزفت بغير الله.
سوسن يا سلطان الله يهديك... ماتحاول تقولها والله.. مانت قدامى اهو برابنط بتيجى قدامها وتبقى بطه بلدى ليه... هى كل السنين دى مش فاهمه اى
حاجة من ده كله.
تقدم منها بلهفه يقول وهو يجلس لجوارها طب... طب ما تقوليلها انتى... انتى مش صاحبتها.. قوليلها.
زمت شفتيها مجددا تهز رأسها مردده اخويا ذكائه خارق ماشاء الله.. انت يابنى بتفهم إزاى مانا قولت عيدت كتير بس الكلام منى يتاخد مجامله او انى بحاول اعطف والطف بينكوا بس منك انت حاجه تانيه.
وقف بسرعه يرفع رأسه بإباء وانا مش بقول ومش هقول.
سوسن خلاص خليك كده لا طايل سما ولا ارض.
سلطان بكبر هخلينى... وهى بردو لعلمك غلطانه... كل السنين دى وبعد مابقت ام عيالى ومافهمتنيش تبقى عميا القلب والنظر.
سوسن بسخريه لاذعه لا وانت ماشاء الله عليك.. شفاف.. كتاب مفتوح.
وقفت تقول پغضب ده انت طول اليوم برا... تتكلم معاها بمزاجك وتقطم الكلام بمزاجك والمطلوب انها تبقى تحت امر السياده مش كده.
سلطان ااا.. ايوه... المفروض تفهمنى من نظرة عنيا.
سوسن بزمتك انت مصدق نفسك
زاغت عينه ولكن سرعان ما استعاد نفسه وكبره يقول اه مصدق نفسى.. اقولك على حاجه انا ماشى... انا غلطان اصلا انى جيت اقعد افضفض معاكى... سلام.
سوسن بشوقك.. هتلف وترجع لسوسو انت مالكش غيرى.
سلطان مش جاى.. ومن غير سلام.
اغلق الباب خلفه وهبط الدرج وهو يسب شقيقته بكل سباب العالم.
ولسوء الحظ.
خرج من البنايه فتوقفت امامه سياره سوداء تسد باب العماره وتمنع حركته.
لتخرج منها اخر شخص يود رؤيته الان.. منى.. ترتدى فستان ارستقراطى وحقيبة يد يتعدى ثمنها الالاف الجنيهات.
اول ما رأته ابتسمت بثقه... ثقه بجمالها وسحرها.. والثقه الاكبر بتاثيرها على الرجال.
ولكنه سلطان... وليس كمثل البقيه. ربما هو رجل لا مثيل له.. ربما هى للآن لا تعلم ذلك اووو.. علمت ولكن بعد فوات الأوان.
تحدثت بصوتها الرقيق قائله صباح الخير يا سلطان.
سلطان صباح النور.
هم للتحرك سريعا لكنها اوقفته تقول عامل ايه يا سلطان.
سلطان فى نعمه الحمد لله.. فوتك بالعافيه.
لم تهتم بالعيب... بما يصح وبما لا يصح وتمسكت بكف يده توقفه قائله بنعومه مستعجل كده ليه
هم بالرد عليها ولكن
لمح بطرف عينه عايده وهى تقف فى شرفة شقتهم فرفع نظره لأعلى وجدها تنظر له عين بعين وحديث طويل دائر دون النطق بحرف.
وكأن وصله العتاب انتهت... وكأنها قد قالت بعينها لعينه كل شئ... كأنها متأكده ان رسالتها وصلت... تحركت بهدوء بعدما أنزلت صغيرتها التى ودت مشاهدة الشارع قليلا ودلفت للداخل صامته.
اغمض عينه... يستحق لقب صاحب اسوء حظ على الإطلاق.
هل كان من الضروري التصادف مع منى الآن.
منذ زمن لم يراها واصبح لت يتذكرها الا اذا ذكرت سيرتها... حتى فترة حبه لها اصبحت فى طى النسيان.
لقد محت عايده كل شئ واصبحت هى الحاضر.
ولكن كيف يأخذ الحاضر مساحته فى ظل تطفل الماضي دائما.
فر هاربا داخل محله ربما يختفى به عن اعين زوجته التى تنطلق منها الملامه.
جلس يغوص فى بحر ثائر من العواطف لم يخرج منها الا على صوت شجار يأتى من الخارج.
نادى عاليا ليعرف ماذا يجرى يا زيكو... زيكو.
حضر اليه عامل اخر يقول مش هنا يا معلم.. باينه هو الى پيتخانق برا.
وقف باستغراب يقول پيتخانق! مع مين
الصبى مش عارف لسه.. بس اعرفلك يا معلما.
سلطان لا استنى انت انا خارج اشوف.
خرج من محله وجد زكريا يقف أمام فتاه تبدو فى العشرين من عمرها ذات وجه خمرى مستدير واعين عسليه وشعر عسلى قصير ولجوارهم عربات تحمل اثاث قديم بعض الشئ.
زكريا لا ده انتى عيله ناقصه ربايه وانا بقا الى هربيكى.
الفتاه مين دى الى ناقصه ربايه.. ياعديم الحساسه والمفهوميه.
زكريا ده انتى بتغلطى كمان.
تدخل سلطان سريعا خصوصا وهو يرى سيده فى الخمسون من عمرها تقف لجوار تلك الفتاه بتعب وقلة حيله.
سلطان بس بس بس... فى إيه. ايه الى جرا.. انتو مين ياست.
تحدثت السيده انا الحاجه زينب.
اشارت على وحيدتها تكمل ودى بنتى بسمله ولسه ناقلين من بلدنا لحتتكوا.. هو ده استقبالكوا لينا يا بنى.
سلطان بحرج لا طبعا... ده احنا ولاد بلد اوى ونفهم فى الاصول... انتى على راسنا يا امى.
نظر لزكريا موبخا مش عيب يا زكريا... الناس اغراب واول مره ييجوا حتتنا
زكريا لو على الست الكومل دى فجزمتها فوق راسى من فوق يا معلم.. اما البت ام لسانين دى لأ.
بسمله مين دى الى بلسانين ياااه.
زكريا پغضب وهو يهم لضربها سامع.. سامع بودنك يا معلم.
بسمله انت الى بدأت.
زكريا پجنون يانهار اسود... ده انا بردو!!
سلطان بسسسس.. ايه ماتعملوا حساب للست الكبيره الى مش قادرة تقف دى.
اشار للسيده وقال تعالى.. تعالى نورينى جوا يا حاجه وانا هخلى صبيانى تطلع الحاجه.
نظر لزكريا وبسمله قائلا واهو نفض الخڼاقه دى ونشوف ايه اللي حصل.
دلف كل منهم للداخل وبسمله تنظر لزكريا بشړ وهو لم يكن اقل منها.
جلس سلطان بعدما جلست زينب وقال هاااا... ايه اللي حصل.
زكريا انا اقول يا معلم.......
الفصل الثاني
ضړب مقدمة وجهه يمسح عينيه بنفاذ صبر ثم ينظر اليهما ولم يعد يتحمل.
لأكثر من نصف ساعه وهما على هذا الوضع كانهم زوج من الديوك.
صړخ
بهم بنفاذ صبر بسسسس.. اييه ناقر ونقير.. مش بتكبروا لحد خالص.
صمت كل منهما وهو نظر للسيده زينب وقال اشربى اللمون انتى يا حاجه وسيبك منهم... شكلهم هما الاتنين غلطانين اصلا.
اعترضت بسمله بشده لا طبعا انا ماغلطتش وهو الى بدأ حتى تلاقيه عمال يحلق عليا بالكلام مش عايزنى احكى عشان عارف انى هطلعه غلطان.
صك زكريا اسنانه يقول پغضب والله... طب تصدقى وتؤمنى بأيه بقا انا عايزك تحكيلوا... قولى ياست هانم المايك معاكى.
همت للتحدث ولكن سلطان الذى وضع اصبعيه تحت ذقنه وزم شفتيه قال والنبى ايه.. عيل صغير معاكوا انا... طب ايه قولكوا بقا انى مش عايز اسمع حد فيكوا وانتو الاتنين بالنسبه لى غلطانين.
تحدث كل منهما بصوت واحد انا!!
سلطان ايوه.
نظر لبسمله وقال امك ست كبيره مش حمل الوقفه ولا الخناق فر الشارع وانتى من اول يوم ماشاء الله اتخانقتى لأ أول يوم ايه ده من اول ساعه.
ثم نظر لزكريا معلقا وانت دول اتنين حريم وفى حتتنا يعنى مهما عملوا ليهم واجب عندنا وتراعي كمان ان فى ست اد امك واقفه... روح روح طلع باقى العفش مع الرجاله روووح.
زكريا عند حق يا معلم.. انا اسف يا حاجة.
زينب والنبى ماتزعل يابنى دى غلوبه وطيبه ياكش هى بس الى لسانها متبرى منها بس والنبى غلبانه.
زكريا غلبانه ااااه.. لا مانا شوفت يا حاجة هروح انا
اشوف العمال.
ذهب زكريا سريعا فوقفت الحاجه زينب
عاجزه عن الشكر تقول كتر خيرك