قلب السلطان
انت في الصفحة 1 من 15 صفحات
الفصل الاول
فى احد الأحياء الشعبيه سكووون تام يخيم على المكان فالكل نيام الآن.
نسمات هواء خفيفه تداعب خصلات تلك الجميله التى تزحزحت من تحت حجابها الملفوف يإهمال ترفع ذلك الوعاء المصنوع من الخوصسبت تنظر لذلك القدر اللملوء بالفول الساخن لتحمله بيدها وتدلف للداخل.
حيث غرفة نومها فتقم بإغلاق زجاجها مصدره صوت ايقظ ذلك النائم.
نظرت له نظره عابره وتقدمت بطريقها كى تخرج من الغرفه وتتجه للمطبخ لكنه اوقفها بصوته قائلا صباح الخير يا عايده.
اجابت عليه بلا مبالاه صباح النور.
اطبق شفتيه بيأس دائم لدقيقه ثن تحدث يفتح اى مجال بينهم هى الساعه كام
عايده سبعه ونص.
همت لتخرج مجددا ولكنه عاود الحديث بأى كلام يقول ااا.. العيال صحيوا
دائما تقطع الحديث قطعا وتريد الذهاب من امامه فهو الان يرى قدمها وهى تتحرك للمغادره سريعا.
فتحدث مجددا اااا.. احمم.. والفطار قدامه اد ايه على كده.
عايده مانت لو تسبنى اروح اخلص كنت زمانى خلصت يا سلطان.
على الفور تحركت ولم تترك اى مجال لفتح اى حديث اخر.
ضړب الفراش بقبضة يده.. تبا له ولها.
كل ذلك صنع منه هيئه ظلمت قلبه الطيب كثيرا.. شخص فردت عليه هيئته الهيبه او لنقل الرهبه... يرهبه الكل وهو بداخله حب للجميع ولكن مع مرور الايام ارتدى ذلك الثوب الذى صنعته الناس له.
زفر بتعب يغمض عينيه ثم تقدم للخارج حيث المرحاض يغلق الباب وهو يراها بالطبخ منشغله بصنع الافطار.
نظره غريبه لمعت بعينه وحين الټفت اليه والتقت الأعين اخفى تلك النظره ببراعه واغلق الباب وهى.
القت تلك السکين من يدها وتنهدت بصوت مسموع ينم عن صراعات كثيره بداخلها.
بعد نصف ساعة تقريبا خرج أخيرا من المرحاض وتقدم للصاله وهو يلف منشفه حول عنقه يجفف بها وجهه ثم يتوقف عند طاولة الطعام وهى تأتى من خلفه تضع اخر صحن للإفطار.
قلبت عينها بملل تجلس على احد المقاعد متمتمه اممممم... حوار كل يوم... مانت شايفنى وانا داخله من البلكونه بطبق الفول يا سلطان.
عايده مش بحب الفول الى من المحل بتاعك.
ابتسم پألم مش بيعجبك صح... اى حاجة من طرفى مش بتعجبك.
حاولت تغيير الموضوع والخروج من تلك الدائرة تعالى افطر.
أدرك انها تريد انهاء الحوار وهو أيضا كذلك فقال فين العيال ماصحيوش ليه
عايده عمر صحى وجاى ورايا... وعبده ييكوى قميصه وجاى.
جلس على المقعد يبتسم بتهكم ههه عبده! مش عايزه تقولى اسمه ليه ماله الاسم مش فاهم.
صكت أسنانها بغيظ وهو يبتسم بفرحه كبيره لطالما كان غيظها يفرحه
يتراقص داخليا وهو يستمع لذلك الحديث ككل صباح لمده اثنتى عشر عاما.
عايده ماله الاسم.. مش عارف ماله... بقى حد يسمى ابنه عبد الشكور... تستغل تعبى وانى كنت والده وتروح تسجل ابنى بالإسم ده حرام عليك والله.
اخفى ضحكته بصعوبه وقال ايه جرى إيه... اسم جدى... احمدى ربنا انى ماسمتوش على اسم ابويا.
صړخت پجنون اهو ده الى كان ناقص... عايز تسمى ابنى عبد المتجلى.
سلطان بفخر ابوووياااا.
عايده ابوك انت انا ابنى ذنبه إيه يتسمى الإسم القديم ده وسط كل صحابه.
سلطان اهدى بس يا ام عبد الشكور.
اتسعت عينيها وهى تنهض قائله لأ لأ.. انا قايمه انا مش حمل الكلام ده وربنا.
سلطان الله مانا بعد كده مارضتش ازعلك وسميت الواد التانى بالاسم الفرافيرى ده.
عايده ماشاء الله عمر بقا بقى فرافيرى... بس هقول إيه واحد اسمه سلطان وابوه عبد المتجلى وجده اسمه عبد الشكور هتوقع منع يسمى إيه يعنى.
سلطان عفارم عليكى.
نظر حوله ثم قال ببعض الڠضب العيال دى ماصحيتش ليه لحد دلوقتي... روحى انتى بدل ما اقوملهم.
عايده صحيوا خلاص وزمانهم جايين.
وقف عن مقعده وقال اما نشوف.
فتح باب غرفة ابناءه وتحدث پغضب وهو يرى كل منهم عاد لفراشه هما دوول الى صحيوا.
وقفت سريعا وذهبن لهم وجدتهم بالفعل نيام فاخذت تتقدم قائله عمر.. عبده... اصحوا.
سلطان بعدم رضا وهو يقلد صوتها
الرقيق عمر عبده اصحوا... ماتخشنى عليم شويه فى ايه... اوعى انتى كده.
ثم صړخ بهم بصوت جهورى يلكز كل منهم بيده الغليظه ولااا... اصحا يابن الكلب انت وهو.
على صوته الغاضب اسيقظ صغيريه سريعا ونهضا من على الفراش بسرعه.
سلطان يا ماشاء الله يا ماشاءالله... الكل صحى وراح مدرسته الا ولاد سلطان... وانتو لسه موخمين فى سرايركم.
عمر وهو يفرك عينيه بخمول حاضر يا بابا صحينا اهو.
سلطان پغضب بابا!!هأوووو...بابا إيه يا ابو بابا انت... هقول ايه مانت قاعد مع امك الفافى طول النهار واتطبعت بطبعها.
تدخلت عايده پغضب جرى إيه يا سلطان فى ايه.. بتكلم الولد كده ليه وايه امك الفافى دى مالها امه
سلطان بقولك ايييه.. ماتتدخليش سبينى أشد عليهم.
عايده وهو كان غلط في ايه يعنى
سلطان بيقولى يا بابا.. بابا ده لو حد من الحته سمعه هيحطوا عليه وقتى.
عايده واحنا مالنا كل واحد حر في عيشته وطريقته.
سلطان بقولك ايه انا عايز عيالى يبقوا دكورا.. ناشفين كده.
نظر لأولاده وقال سامعين الى قولتو... عشر دقايق والاقى كل كلب فيكوا برا على الاكل والى هيتأخر قسما بالله شوفوا قسما بالله لاكون جايبه من قفاه سامعين.
قال الاخيره بصړاخ غاضب جعل كل منهما يهز رأسه ايجابا.
خرج من غرفتهم پغضب شديد وهى خلفه تنوى الحديث معه وإظهار عدم رفضها التام لما حدث.
نادت عليه بعلو صوتها سلطااااان.
جلس على مقعده وقال برفض تام لأى نقاش ماتتدخلش خااالص فى الموضوع ده... عيالى وعايزهم يبقوا ناشفين ومش عايز لك كتير فى الحوار ده ماشى
زمت شفتيها بغيظ وهو صړخ بأعلى صوته عليهم ليخترق صوته الجدارن ويصل اليهم اخللص ياض انت وهو بدل ما اجيلكووووا.
على الفور خرج اثنتيهم كل منهم يغلق ازارا ملابسه التى لم يسعه الوقت ليرتديها.
سلطان اخلللص يالاا.
الاثنين بصوت واحد متذمر حاضر اهوو والله.
فتح باب غرفه اخر ببطئ شديد لتخرج منه طفله صغيره تسير بخمول وبطئ وعلى الفور تغيرت معالم وجهه لأخرى رقيقه قائلا يا صباح الورد... يا صباح الهنا.. يا صباح السكر على السكر.
هزت عايده رأسها بيأس لن تستغرب كثيرا.. ذلك السيناريو يحدث كل
يوم...مع الاولاد وحش كاسر وامام صغيرتهم سجده مهرج فى سرك.
والصغيره تلك ذات السبعة اعوام تسير ببطئ متجهه ناحية مدللها تقول صباح النور يا بابى.
سلطان ياقلب بابى ياروح بابى.
عمر لأمه شايفه... شايفه التفرقه... هو احنا عبيد!
عبده والله حرام الى بيحصل ده... ناس تصحى على زعيق وشخط ونطر وناس تتدلع يمين وشمال.
سلطان اخرس ياض انت وهو واطفحوا وانتو ساكتين.
عمر حاضر.. حاضر بنطفح اهو.
سلطان لأ اسمها حاضر هاكل أنا أقول انت ماتقولش.
كل ذلك هى غير راضيه عنه تماما هزت رأسها برفض شديد ونادت صغيرتها سجده.. تعالى ياحبيبتي عشان اكلك.
سلطان وهو يرفعها لتجلس على قدميه لا سبيلى كتكوتى انا هفطرها.
وقف عمر وعبده بغيظ ليتحدث عبده انا همشى قبل ما يجرالى حاجة.
عمر ومين سمعك يابنى خدنى معاك.
عايده استنوا خدوا اختكوا معاكوا.
سجده اااه بطنى بتوجعنى.
سلطان سلامتك ياقلب بابى.
عايده دى بتمثل عشان ماتروحش المدرسه.
مال سلطان على الصغيرة يقول مش عايزه تروحى النهاردة المدرسه
زاغت اعين الصغيره قليلا ثم هزت رأسها ايجابا فقال يبقى ماتروحيش يا قلب بابى.
عايده كده كتير.
سلطان بتقولك بطنها ۏجعاها... الرحمه يا ناس.
نهضت عن مقعدها تغادر خلف طفليها.. الجدال معه حول تدليل صغيرتيهما اصبح غير مجدى.
نهض هو الاخر يقول انا نازل المحل... اسمعى كلام ماما ولو عوزتى حاجة كلمينى على طول على موبيلى ماشى
سجده ماشى...باى.
سلطان بهمس لها باى.
رفع صوته يتحدث بصوته الخشن احححأحمم.. انا خارج.. سلام.
عايده سلام.
وقف امامها بتردد يود قول شئ ما.. يرفرف باهدابه ولكن تلك النظره الجامده الخاويه بعينها جعلته يبتر تردده ويخفى اى رغبه لقول اى شئ وخرج سريعا.
هى اغمضت عينها تذكر روحها ان عليها التعايش مع واقعها كما عاهدت نفسها وفعلت طوال كل تلك السنوات... فقد تزوجته فعليا بل واصبح لديهم أطفال أيضا لابد للمركب ان تسير... امر واقع يجب التصالح معه وهى لسنوات فعلت وستفعل.
وهو.. توقف عند الدرج يأخذ نفس عميق يهبط الدرج خالى الروح... تفكيره عالق بها... هى فقط... عايده واااه من عايده
انها الحاضره الغائبه.. من اجمل سيدات الحى.. الكل يحسده عليها... ابتسم پألم وهو يتحدث بصوت مسموع بيحسدونى عليك وانت سر عذابى.
توقف لدقائق فقد خرج من بيته واوشك على الخروج للناس... لا يجب ان يراه احد هكذا.
لذا... سريعا سريعا ارتدى وجه سلطان الجامد وخرج من بيته.. يشد صدره فارد ضهره رافعا رأسه يسير باتجاه محله.
يدخل وسط العمال العاملين معه يلقى عليهم تحية الصباح ينادى ذراعه اليمين زكريا... واد يا زيكو.
تقدم شاب خمرى البشره وسيم الى حد كبير بوجه مستدير وعيون سوداء لامعه.. شعره اسود كثيف ولديه لحيه كثيفه كشباب جيله يرتدى قميص اقل من بسيط وبنطال جينز يشمر عن قدم ويترك الاخرى وفى قدمه خف منزلى خفيف وبسيط فهو يقف على قدميه لساعات.
وقف أمام سلطان يقول صباحك فل يا
زعامه.
سلطان صباحك قشطه يا زيكو.. ايه الأخبار.
زكريا الصراحه يا معلم احنا متأخرين شويه.
سلطان استغفر الله العظيم يارب... ليه بس كده.
زكريا ڠصب عننا والله يا معلم حصلت قفله من شويه خلت الكهربا قطعت عن المحل وكل حاجه اتعطلت.
سلطان استغفرالله.. طيب شغل الناس نص ساعه وهتلاقى المحل اتزحم.
زكريا ماتقلقش يا معلم ان شاء الله خير.
جلس على مقعده يفتح هاتفه يضع كلمة سر من ارقام معينه لينفتح الهاتف وتظهر هى بالخلفية.... عايده الجميله... مرر اصابع يديه على الشاشه باشتياق... معه ليل نهار ببيت واحد ولكنها لا تعطيه اى فرصه لإظهار اى مشاعر.
اغمض عينه مجددا وفتحهم پألم.. وقف مجددا لو بقا هكذا سيحدث له شئ... لذا وعلى
الفور اتجه لمنزل شقيقته بالمبنى