رواية للكاتبه نورا سعد-4
مس.
فهمت سلمى ما تقصده نهضت سريعا وهي تستأذن ادمن الأطفال ثم ركضت نحوه ولكن ليلى فأقتربت بجسدها نحو ياسين لكي تمسك وجهه بكفي يديها وتقول له بابتسامة وبريق أمل غير طبيعي يلمع في عينيها
أوعدك أن أمنيتك هتتحقك قريب يا ياسين قريب هتحقق حلم حد كان فكره بعيد ومستحيل وهيتحققلك حلمك البسيط القريب.
كانت كلماتها مبهمة بالنسبة له لا يفهم منها شيء وهي أستشفت هذا من تعابير وجهه ابتسمت له وهي تطبع قبلة في وجنتيه وتداعب له خصلاته وتقول موجهة حديثها للصييان
على فكرة أنا محضرالكم مفاجأة حلوة أوي هتجهز كمان يومين.
تهليلات حارة صدرت من الأطفال وبحماس كانا يسألون في نفسا واحد
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ابتسمت لهم بمشاكسة وهي تقول
مش هحرقلكم المفاجأة ولكن ليها علاقة بالحاجات الجديدة.
هدأت نبرة صوتها ثم واصلت بخفوض
يمكن هتتعلموا حاجات جديدة مثلا!
أرتفعت التهليلات مرة أخرى كانت سعادة الأطفال لا توصف وأيضا ليلى أصبحت غرفة الأطفال لا تسعها هي وأجنحتها! فهي أخذت قرارها نحو سعادتها وقررت ضړب كل شيء أخر بعرض الحائط!
كانت سلمى تركض نحو غرفة سمير في لهفة شديدة تعلم أنه في مرحلة صعبة للغاية يحتاج لمرشد وداعم قوي في حالته طرقت على الباب عدة طرقات ثم ترجلت للداخل كان منحني أعلى الحوض الذي يقبع في المرحاض ويتقئ بشدة وبخطوات سريعة كانت تقف بجواره تسنده وتمسح له حبيبات العرق كانت هيئته مرهقه للغاية شعره مبثر وقطرات العرق متكونه على جبهته خصلاته مبعثرة ووجهه شاحب السواد أصبح يزين أسفل عينيه فهو صغير على كل تلك الأعراض القاسېة! ولكن هو من ألقى حاله في التهلكة بلا رحمة سندته لكي يجلس على الفراش مسحت له وجهه بيدها وهي تقول له بنبرة جاهدت أن تكون عادية وليست مشفقة ولا حزينة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ابتسامة ساخرة ارتسمت على وجهه نظر لها بطرف عيناه وهو يقول لها
أحسن ! أنا...أنا تعبت! أنا خلاص تعبت من كتر اللي أنا فيه مش قادر أنام ولا أصحى ولا أعيش زي البشر أنت ليه بتعملي فيا كده
ختم كلماته وهو يحاول أن ينهض لكي يترجل بعيد عنها ولكن قدمه لم تسعفه فأهتزت وجعلته يترنح مثل العادة وقفت هي سريعا ومسكت معصمه لكي تجلسه من جديد وهي تقول له بهدوء
أنت اللي دخلت نفسك في الدوامة دي من الأول يا سمير
جلس من جديد وهو ينكس رأسه للأسفل وبأناملها رفعت وجهه الحزين البائس لها وهي تواصل بابتسامة عاذبة
عيونه تلألأت بالأمل وكأنها كانت تعلم أنه يسألها هل هي على يقين من هذا أم أنه حبلا تجعله يمسك فيه وهو على وشك السقوط ولكن نظراتها الواثقة جعلته يتأكد من صحة كلماتها ولكي يتأكد أكثر سألها بنبرة مرتجفة
يعني خلاص هرجع ألعب وأشوف صحابي ومش هيجيلي الهلاوس ولا هرجع تاني وهقدر أمشي وأعمل أي حاجة منغير ما أدوخ
وهتبقى صحتك أحسن من كل الأطفال اللي هنا كمان.
قالتها بمشاكسة جعلته يضحك هنا وظلت تلعب معه لكي تخفف عنه حموله لا تتخيل أن طفل في مثل هذا العمر يتذوق مرارة أنسحاب المخدر من الجسم تعلم جيدا أنه هو من وضع حاله في مثل ذلك المأزق ولكنها لا تنسى حكايته المؤلمة لا تنسى كل ما دفعه لكي يدخل ذلك السم لجسده ولكنه هو كان قوي استتطاع أن بتغلب على السم الذي في جسده واستطاع أيضا أن يطرده بكل رغبة وأصرار منه وهذا هو الإنجاز.
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
كانت ليلى تترجل في حديقة الدار وهي شاردة الذهن تفكر جيدا في قرارها ولكن قطع تفكيرها ظهور ياسين أمامها وهو يقول لها بمشاكسة
أنت قاعدة لوحدك ليه
عشان الجميل يجي ويقعد معايا.
قالتها له وهي تغمز له بعينيها ابتسم لها وبتلقائية شديدة كان يقول لها
أنا بحبك أوي على فكرة يا مس.
كانت كلماته صادقة وهذا ما جعل قلبها يتحرك من مضجعه ودون تفكير في أي شيء كانت تكسي على ركبتيها وتقول له
ياسين تيجي تعيش معايا
لم يفهم بماذا تعني بالتحديد ضيق عيناه وهو يسألها
أعيش معاك فين
كانت خائڤة من رده مسكته من معظمه وهي تردف
في البيت عايزة أتكفل بيك يا ياسين وتكون معايا على طول.
ملامحه تحولت بعد يدها عن معظمه وتراجع للخلف وهو يقول سريعا وبملامح فزعة من تلك الفكرة
لا...مش عايز مش عايز أروح لحد مش عايز..
يتبع....
أزهار_بلا_مأوى
نورا سعد
أعيش معاك فين
كانت خائڤة من رده مسكته من معظمه لكي تبث له شعور الأمان وهي تردف
في البيت عايزة أتكفل بيك يا ياسين وتكون معايا على طول.
ملامحه تحولت بعد يدها عن معظمه وتراجع للخلف وهو يقول سريعا وبملامح فازعة من تلك الفكرة
لا...مش عايز مش عايز أروح لحد مش عايز..
غصة مريرة شعرت بها هل هو يرفضها حتى هو يرفض المواصلة معها يرفض أن يواصل حياته معها لم يشعر مثل ما تشعر به نحوهه هل هي خلقت لكي تستنزف مشاعرها فقط وقبل أن تأخذها رأسها في تلك الدوامة أقتربت ليلى من الطفل لكي تصل لقامته وبصوت مخټنق سألته
ليه أنت مش بتحبني
طبقة رقيقة حاوطت عيناه وبصوت باكي قال
بحبك...بس مش عايزك تعملي فيا زيهم.
رهبته من التبني كيف نست أنه في الأصل لديه رهبة من التبني بسبب ما حدث لأصدقاءه الابتسامة عادت تزين ثغرها من جديد الحزن تلاشى من مقلتيها وبنبرة تحمل في طياتها الآلاف من المشاعر المخبطة قالت
أنا عمري ما هكون زيهم يا ياسين...بالعكس أنا عايزاك تكون معايا عشان أحميك من الدنيا ومش معنى كده أن أنت بس اللي محتاجني لا أنا أكتر وحدة محتاجاك يا ياسين محتاجاك تأنس وحدتي عايزة أحس أن حياتي ليها معنى!
دمعة متمردة فرت أمام الصبي وبحركة تلقائية منه كان يرفع أصابعه الصغيرة نحو وجنتيها ويمسح لها تلك الدمعة وهو يبتسم لها ويقول
بس أنت حياتك كلها حاجات حلوة كفاية إنك جيتي هنا عشانا وساعدتي كل واحد فينا بطريقة مختلفة! أحنا لازم نقولك شكرا على وجودك.
هل هو يشعر بما قدمته لهم هو لم يظن أن ما تقدمه هو شء فارغ كما المعظم هو يشكرها على وجودها كلمات بسيطة ولكنها كانت قادرة على خلق أجنحة لتلك المسكينة لكي ترفرف في السماء من السعادة كلماته البسيطة داوت لها چروحا تسببت فيها كلمات أخرى قاسېة ودون شعور كانت تسحبه بهدوء نحو أحضانها لكي تقول له بكل صدق العالم
أوعدك أني عمري ما هأذيك أو هقسى عليك أوعدك أني هكون ليك النور اللي هينور ليك حياتك زي ما أنت هتملالي حياتي كلها .
هذا ما كان يحتاجه ياسين كلمات مطمئنة ليس إلا سكن في أحضانها ويده متشبثه بها وكأنه يقول لها لا تتركيني وبالفعل لبت له نداءه وضمته أكثر لها لكي