رواية للكاتبه نورا سعد-4
والدتها حمستها كثيرا ولكنها حافظت على خۏفها الذي أصبح وهمي وبنبرة أكثر أستعطاف قالت لها
كل ده عشان جيه ولقاني قاعدة مع ناس تبع الشغل يا ماما لقيته ..لقيته جاي بيزعقلي وبيهزقني قدام صحابي في الشغل وكمان شتم التيم اللي كان معايا ولما طلبت منه يقف عند حده عشان ميصحش كده .
رسمت ملامح حزينة برعت في تمثليها بإتقان شديد حتى الدموع استطاعت أن تستعين بها لكي يكتمل المشهد وهي تواصل بعيون تترقرق بالدموع الكاذبة
راح مسكني من أيدي جامد وكان هيضربني يا ماما لولا...
صمتت وهي تتابع ملامح والدتها التي تتحول وتنقلب مع كل حرف تتفوه به ولكي يكتمل المشهد وضعت يدها علي وجهها بأكمله ومثلت نبرة باكية وهي تقول لها
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
وبفرحة عارمة كانت والدتها تنهض من مكانها هي وتتجه نحو هاتفها الذي كان يصدح صوته في المكان وتقول
يستاهل الحيوان ده ماشي أنا هربيه وأنت يا حب...
صمتت وهي ترى اسمه ينير هاتفها ضيقت عينيها وهي تتوعد له وتقول
وكمان لي عين يتصل بيا تاني البجح ماشي.
نهت كلماتها وهي تفتح المكالمة وتصيح فيه پغضب وعصبية شديدة تلبسوها فور سماعها صوته
بقى يا حيوان يا ساڤل عايز تمد أيدك على بنتي! بنتي أنا تتهزء قدام زمايلها! دي ضفرها برقبتك يا حقېر تعرف ...كفاية عليك العلقة اللي نولتها من صحابها في الشغل أنا حقي وحق بنتي جالي في نفس الثانية الحمد لله بس عارف لو شوفتك ولا لمحتك بتقرب لبنتي تاني وديني ما هسمي عليك غور.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
كله إلا كرامتك يا عين أمك يغور قرد يجي غزال متزعليش نفسك.
كانت تشعر أن عقلها توقف عن العمل لا تدرى ماذا يحدث بالتحديد ولكنها قررت أن تجاريها في الحديث حتى تجلس مع حالها وتعيد ترتيب كل ما حدث لكي تعلم ماذا فعلت هي بالتحديد لكي تتحول والدتها بهذا الشكل! دفنت وجهها في أحضانها وهي تقول لها بنبرة رقيقة ضعيفة
صدقيني أنا كنت بديله فرص كتير قولت خلاص يمكن ده الل هيسعدني بس خلاص بقى شكل مليش نصيب.
متقوليش كده يا حببتي بإذن الله يجيلك سيد سيده أوعي تضايقي نفسك.
رفعت وجهها لها ثم قبلتها في جبينها ونهضت لكي تترجل لغرفتها وهي تقول لوالدتها بنبرة حزينة
شكرا يا ماما.
تركتها وترجلت لغرفتها وفور رؤيتها للفراش ألقت بجسدها عليه دون تفكير لا تعلم ما حدث بالضبط ولكن كل ما تعلمه أن اليوم شعرت ولاؤل مرة بحب والدتها لها وأيضا تخلصت من ذلك الشخص اللزق الذي كان يحتل حياتها!
وفي صباح يوم جديد كانت ليلى و سلمى يترجلان نحو غرفة الأطفال في دار أزهار المستقبل طرقا على الباب ثم دخلا والابتسامة تزين وجههم البشوش وقفت أولا ليلى وهي تقول لهم بمرح هم اعتادوا عليه منها
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
وفي هذه اللحظة أنطلقا مالك وياسين نحوهما لكي يستقبلوهما بالأحضان وبعدما أطمئنا عليهم وبادلوهم السلامات نظر لهم مالك وهو يقول لهم بتسأل
هو سمير ليه مش بينام معانا هو زعل مني تاني
ابتسمت له سلمى بحنو وهي تداعب خصلاته وتقول له
ولا زعلان ولا حاجة الحكاية كلها أنه عنده شغل معايا ولازم يشتغل معاها لوحده عشان ميتشتتش.
أومأ لها ولم يعقب ولكن ليلى وقفت في المنتصف بينهم ثم سقفت بيديها وهي تقول لهم بحماس
يلا بينا نعمل دايرة أحنا التلاتة عشان هنلعب شوية يولاد.
وعلى الفور أفترشوا الصبية في الأرض وهم يحثوهم على الجلوس معهم فهذه أصبحت عادتهم في الأونة الأخيرة جلسوا في وسطهم القرفصاء ببساطة شديدة نظرت لهم ليلى ثم قالت لهم في مرح
يلا عشان نلعب
وفي صوت واحد حماسي كانا يهتفان
يلا بينا.
ضحكت سلمى عليهم ثم ثبتت عينيها نحو مالك ثم سألته دون سابق أنذار
قولي بسرعة نفسك في إيه
ابتسم لها وهو يعبث بكف يده في قدمه بتوتر كان ينكس رأسه للأسفل وكأنه يستحي أن يتكلم! ولكنه رفع وجهه لها وتشجع عندما رأى مقلتيها المهتمين بكلماته الأتية فقال بخجل
بصراحة أنا نفسي أشكرك أوي.
لم تتوقع كلماته ضيقت عينيها وهي تسأله
على إيه يا مالك
ودون إرادة منه كان يبتسم باتساع وهو يقول لها كل ما يقبع في قلبه لها
شكرا عشان خرجتيني من اللي أنا فيه وعشان خرجتي كل حاجة كنت حابسها جوايا وكنت حاسس أنها تعباني.
صمت وهو يتنهد ثبت مقلتيه المهزوزتان عليها ثم واصل
أنا مكنتش عارف أخرج الحاجات دي لحد أبدا ولا كنت عارف أتخلص منها أصلا بس أنت عرفتي تخرجيني من كل ده.
دمعة غبية زينت وجنتاه وهو يرفع كتفيه للأعلى بقلة حيلة ويستطرد قائلا
عرفتيني أني مش وحش !
هنا وأنفجر الطفل في البكاء ولكن الفتاتان لم يفعلوا أي شيء يجعله يشعر بالشفقة بل ابتسما له بفخر ثم صفقت ليلى له بحرارة شديدة وياسين أيضا قلدها في التصرف كان مالك يتابع نظراتهم الفخورة بتعجب ولم يتفوه أحدا بشيء غير سلمى التي فتحت له ذراعيها وهي تقول له بسعادة كبيرة
وأنت أشطر كتكوت قوي وقدر يتحمل كل الحاجات الصعبة دي.
كان ذلك الطفل ممتن لها لأقصى درجة ولم يعثر على طريقة للتعبير عن أمتنانه لها غير ذلك العناق الحار الذي فعله كانت ليلى تتابع الموقف بتأثر شديد ولكي تغير الأجواء قبل أن تنهمر دموعها مع الطفل قالت موجهة سؤالها هذه المرة لياسين
وأنت يا ياسين نفسك في إيه
صمت لحظات وهو يفكر في السؤال ولكنه رفع رأسه للأعلى وكأنه يريد رؤية السماء رغم السقف العازل لها ابتسم بنقاء وهو يقول ببساطة شديدة
نفسي في عيلة!
جملة من ثلاث كلمات ولكنها قاسېة لأبعد حد! يتمنى عائلة! أبسط الأشياء اللتي يتمتع بها البشر هو يتمناها! هل جاء في ذهن أحد منا أن عائلتنا نعمة من عند الله! كان كل ذلك أفكار دارت في لحظات في عقل سلمى نظرت له وهي معطيه له كامل تركيزها ثم سألته
عيلة أزاي يا ياسين
رقع كتفه للأعلى ثم أجابها وعيونه تلمع ببريق عجيب
يعني عيلة أب...أم...أخوات بيت! مدرسة حاجات كتير بشوفها في التلفزيون والشارع عمري ما جربتها! فأنا نفسي فيها يا مس!
كانت سلمى ترمقه بنظرات مشفقة حزينة على حاله لكنليلى فكانت رأسها تدور في دنيا أخرى ترى كيف هي تتمنى ظفر طفل كما يقولون وكيف هو يتمنى عائلة! إذن هم يكملون بعضهم! هي تستطيع أن تقدم له عائلة وهو يستطيع أن يكون لها أبنا!
ولكن لم ينفض كل تلك الأفكار من رأس ليلى التي أنغمست في عالم أخر غير صوت السيدة سهام وهي ټقتحم عليهم الغرفة وتقول لسلمى في عجل
سمير محتاجك ضروري يا