روايه لُلكاتبه نورا سعد -1
هنا كان هؤلاء الأطفال يرتدون ملابس نظيفة على غير العادة لأن الزيارة هذه المرة متكررة من نفس الجهة بعد وقت من انتظار الأطفال وصلوا أعضاء الجمعية الخيرية رحبوا بهم الأطفال من تحيات وتصقيف حار مصطنع!
كانت سيدة من أعضاء تلك الجمعية تتقدم من كل طفل وتصافحه وتتحدث معه بضع ثوان ثم تنتقل لطفل أخر كانت سيدة كبيرة في السن الشيب نال من خصلاتها وملامحها معا وعندما جاء الدور على ياسين لكي تتحدث معه أستغل انشغال السيدة تبارك مديرة الدار عنهم وقرر أن يفصح عن ما يحدث لهم في تلك الدار وعندما سألته السيدة عن حاله ترورقت عيناه بالدموع ثم قال لها بصوت يكاد يصل لأذنها هي فقط
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
وعكس نبرته الضعيفة التي خرجت منه لتكاد تسمعها تلك السيدة فقط صاحت هي بصوت عال متسأله
ليه يا حبيبي بتقول كده في إيه
صوتها جعل السيدة تبارك تنتبه لما يحدث تابعت ما يحدث دون أن تدخل وسمعت ذلك الطفل وهو يقول للسيدة
أحنا هنا بنتعذب تعالوا خدونا.
أنت بتقول إيه يا ياسين
هكذا سألته السيدة تبارك بعيون تطلق شرار شحب وجه الطفل وكأن الډماء هربت من وجهه نكس رأسه ف الأرض وكأنه يطلب من الأرض أن تبتلعه صمت ولم ينطق ولكن السيدة التابعة للجمعية الخيرية هي من تكلمت وسألتها مستفسرة بتعجب
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
وبهدوء وعقل كانت تجيب عليها قائلة
معرفش يا فندم بس أكيد التلفزيون أثر عليه أصله كان بيتفرج على فلم عودي يا بلية واتأثر بيه أوي.
ختمت كلماتها وهي تضحك بصوت عالي تابعتها السيدة بنظراتها ثم مالت على ياسين وسألته من جديد بقلق
قولي يا حبيبي كنت تقصد إيه
كان بداخله يسبها ويسب نفسه لأنها قرر أن يترك لسانه يقول ما يشاء لم يرد عليها كل ما فعله أنه أشاح بوجهه بعيدا عنها وعندما لاحظتتبارك أن السيدة تريد أن تسمع من الطفل أنه كان لا يقصد شيء نظرت لياسين نظرة ذات مغزى وهي تقول له
كانت تقصد المشهد الذي ماټ فيه الطفل من أثر المخدر الذي كان يتعاطاه وذلك المشهد الذي قټلت فيه السيدة الشريرة التي تربي الأطفال نظرت لياسين لكي يهم ويرد عليها وبالفعل استجاب لها وهتف بحنق
صح.
ابتسمت السيدة ثم ربتت على شعر الولد وتركت الغرفة بأكملها بينما السيدة تبارك نظرت لياسين بشړ وتوعد ثم قالت له
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
بعد جملتها هذا علم أن اليوم لم يمر عليه بسلام وأن عقابه سيكون أشد عقاپ! وبالفعل وكما توقع بعدما انتهت السيدة من الزيارة جاءت تركض نحو ياسين بشړ يتطاير من مقلتيها وصاحت بملئ صوتها
ياسين
كان صوتها يدوي في المكان بأكمله جاء لها الولد وقدمه ترتعش من الخۏف وفور رؤيتها كانت تنهال عليه بالضړب بواسطة الحزام الجلدي الذي يلتف حول كف يدها كان صوت استغاثته يرن في المكان ولكن من سيرحمه من تحت يدها
عودة مرة أخرى للحاضر
كان يحكي ودموعه تسابق كلماته انتهى من قص حكايته وهو يكشف عن الچروح التي آثارها مازالت باقية في جسده دمعت عينليلى رغما عنها وقبل أن تستفسر عن شيء سمعته يهتف قائلا
كل اللي حكيته ده جزء صغير أوي من اللي حصلنا ده كان يدوب بداية المعاناة يا مس.
ختم كلماته ثم أنخرط في البكاء شدته سريعا لأحضانها وهي تعتذر له نيابة عن قساوة العالم كيف على طفل أن يعاني من كل تلك الأشياء وهو على مشارف بداية حياته! كيف عليه أن يحتمل كل تلك الأشياء وهو في ذلك السن مهلا... كل ما سمعته هذا ويقول لها أن ذلك نقطة في بحر كبير من ذكرياته! إذن ما سمعته هو البداية فقط إذن كيف تكون باقي الحكاية!
ولكن عند سلمى بعدما غادرت غرفة الأطفال ذهبت تجلس في مكتبها تفكر في سبب ما حدث منذ قليل وأثناء جلوسها بمفردها لمحت مالك يسير أمام مكتبها نهضت سريعا وصاحت عليه وهي تلحقه
مالك
استدار لها سريعا مستفهما فسترسلت هي قائلة
ممكن نتكلم
أومأ لها ثم واصل سيره وهي بجانبه ابتسمت له ثم قالت
أنا مبسوطة أنك أتكلمت تاني يا مالك حتى لو مش فاهمة أنت حصلك إيه أو ليه خۏفت وأحنا بنلعب سوا بس أنا مبسوطة ونفسي نبقى صحاب.
ختمت كلماتها وهي تقف أمامه وتبتسم له قابل ابتسامتها ببتسامة مماثلة لها وبعد فترة قصيرة من الصمت قال لها
موافق.
ابتسمت له وصافحته بود وهي تقول داخل نفسها أن أول خطوة تمت بنجاح! ودعته وقالت له أنها لديها عمل ولابد أن تذهب لأنهاءه وبالفعل تركته وأتجهت لمكتب السيدة سهام طرقت على باب مكتبها حتى أذنت لها بالدخول بعد التحية جلست أمامها سلمى وقالت لها ببتسامة تزين ثغرها
مالك أتكلم النهاردة.
تهللت ملامح وجه السيدة نهضت من كرسيها وهي تهتف غير مصدقة
بجد! طب ده تقدم هايل.
قالتها وهي تتجه نحو سلمى وتجلس على المقعد المقابل لها بينما سلمى فنظرت لها بأسف وقالت لها
هو للأسف كلامه ده جيه بطريقة غريبة.
عقدت ملامحها بتعجب فسترسلت وقصت لها ما حدث بالتفصيل ختمت حديثها بطرحها بسؤالها قائلة
أنا محتاجة أفهم مالك إيه حكايته أحكيلي حكايته من يوم ما جيه الملجأ هنا.
تفهمت السيدة لطلبها وبالفعل خضعت لطلبها وبدأت في سرد حكاية مالك لها
مالك جالنا هنا وهو 6 سنين تقريبا كان مخطۏف من أهله تقريبا ولما الخاطف اتمسك من خلال الناس مالك اتحول للقسم التابع للمنطقة بس للأسف محدش عرف يوصل لأهله وفي الحالات اللي زي دي الأطفال ببتحول لدور الأيتام اللي هو أحنا ووقتها مالك جالنا قعد فترة عندنا عادي بس بعد كده...
صمتت ولم تواصل فنظرت لها سلمى والفضول يتراقص في مقلتيها لكي تسترسل حديثها وبالفعل لبت لها طلبها واستطرد قائلة
من سنتين ونص تقريبا جت أسرة وقدمت طلب بضم مالك ليهم والطلب أتوافق عليه ومالك راح عاش معاهم.
صمتت وهي تمسح بعض قطرات العرق التي تكونت على جبينها بينما سلمى فنظرت لها وسألتها بعدم فهم
وبعدين
مالك رجع تاني لينا بعد سنتين تقريبا.
هكذا قالت وهي تشعر أنها على وشك الأختناق اقتربت منها سلمى وسألتها
رجع ليه مش فاهمة.
نهضت السيدة من مكانها وظلت تتجول في الغرفة بتوتر ثم هتفت قائلة
معرفش محدش يعرف حصل إيه كل اللي نعرفه أن الأسرة دي جت ومعاها مالك وقالولنا أن الولد بقى بيعمل حاجات غريبة بقى دايما پيصرخ كل ما حد يقرب منه جسمه كله بيترعش وأن دايما بقى قاعد لوحده وأنهم مش عارفين يتعاملوا معاه وأنهم مش قادرين يتحملوا الوضع.
تعجبت من ما سمعته