الجمعة 13 ديسمبر 2024

رواية مكتملة بقلم مروه حمدي

انت في الصفحة 2 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز

عم 
الغفير اومال انا اعرف كل ال فى البلد وخصوصى ال فى الشارع ديه واصحاب البيت ديه اعرفهم من وهما صغار كمان 
الام بالله عليك اتوسطلنا عنديهم يأجروهولنا 
الغفير بتنهيدة ينظر لها الصراحه يا بتى دول هوارة وكل ال فى الشارع ده جرايب فى بعديهم وأولاد عم مش بيسكنوا حد غريب من عيلة تانية فايش قولك لما يكون يعنى لا مؤاخذة  
هزت

رأسها بتفهم واطرقت لاسفل 
ورده يا

عم انت جولت عليهم اولاد حلال جرب يمكن الله يخليك 
الغفير ناظرا لها ولجمالها يفكر كيف يمكن أن يساعدهما نظر للأم متحدثا اصحابه شابين اخوات عايشين لحالهم فى البيت ال فى وش البيت ال بتك شاورت عليه 
الام بهلع ايه شابين ولحالهم
ورده لحالهم فى البيت ده ده واسع جوى 
الام وانتى عرفتى من فين يكش تكونى دخلتيه
ورده لاا ياما سور ال محاوط البيت واخد يجى نص الشارع اطلعى وراكى كده تلاقى السور عدل 
الغفير ده قيراطين بادئ من جارنا هنا لجوه 
الام بيأس يالا نشوفلنا حته ولا جامع ننام فيه الليلة دى العشا على آذان والدنيا ظلمت والبلد سكتت 
الغفير وهو يغلق البوابة بعدما خرج البلد هنا بتسكت من المغرب اسمعى يا بتى من عمك احنا هنعمل كيف ما البنية جالت هنروح ونشوف يمكن 
الام بس دول شباب يا عم 
الغفير هو انتوا عتعيشوا معاهم هما لحالهم وانتوا لحالكم بس دارى وشوشكم بالبردة زين ما تبينوش منها حاجة واصل علشان لو وافقوا يبقا قلبك مرتاح وتطمئنى واظن انك فهمانى 
هزت رأسها صوح ياعم اعملى كييف ما عمك جال يا وردة 
وردة حاضر ياما 
الغفيرجابر اصحاب البيت دول شابينصبرى الكبير وأخوه محمد الصغير ابوهم وامهم تعيشوا انتوا فات لعياله البيتين دول وبيت تالت فى نص البلد وأرض وصبرى كمل علامة ومسك ارض ابوه والأرض والخير زاد على يده رجل محترم طيب العيبة ما تطلع من خشمه ابداا 
الام ربنا يجبر بخاطرنا معاه 
الغفيرجابر صبرى طيب وال فى يده مش ليه عمره ما رد حد دق بابه فشحال اتنين ولايا لحالهم!
الغفير وهويقف أمام باب خشبى كبير يدق عليه بإذن الله مجبورين 
بينما ورده انهك جسدها التعب من المشى والبحث لم تأكل شيئا منذ الصباح وكانت كلما سألتها والدتها إجابتها بأنها ليست جائعة حتى لا تثقل عليها بدأ الدوار يصيبها ولكنها تماسكت وشئ يخبرها أن هذا الصبرى لن يردهن خائبات 
مين بره
الغفيرجابر افتح يا محمد يا ولدى عمك جابر 
محمد مرحب يا عم اتفضل 
الغفير وسع هبابه من المدخل معايا ناس 
محمد وهو ينزاح جانبا يا مرحب بيك انت وضيوفك ياعم 
دخل جابروخلفه السيدات 
جابرلمحمد جول لصبري عمك جابرعايزك ضرورى 
ماهم محمد بالتحرك لياتى صوته الرخيم  
صبرى بوجه بشوش وهو صبرى يقدر يسمع صوت عمه جابرفى داره وما ينزلش يرحب بيه 
الغفير جابر عيشت يا ولدى 
تلك النغمة الرنانه هزت شيئا بقلب تلك المراهقة الصغيرة ذلك اللطف وهو يقطر من حديثه جعلها ترفع راسها قليلا من أسفل عباءتها تتطلع بفضول لصاحب تلك الأخلاق الحميدة التى تغنى بها ذاك الغفير الطيب 
جسد طويل أظهر الجلباب الاسود رشاقته رفعت رأسها لأعلى حتى تتبين ملامح وجهه ليتوقف نظرها على ذاك الوجه القمحى بابتسامته الصافية وعيناه السوداء بخصلات شعره التى تنافسها باللون 
ترنحت قليلا فى وقفتها لتمسك والدتها بيدها هامسة مالك يابتى انتى زينة
ورده بنفس الهمس ما تجلجيش ياما انى زينة 
الغفير جابرحتى لا يطيل بوقفتهم استريحوا انتوا على الدكة الكنبة 
نظر إلى صبرى متابعا 
عايزك فى خدمة للغلابة دول يا ولدى
صبرى دون أن ينظر لهما لو بيدى ما هتأخر يا عم جابر 
سرد له ما يتعلق بالسيدات مع بعض الإشارات المبطنة لوضعهن وما تعرضن له من مضايقات حتى لا يحرجن أمامه 
ليصمت صبرى وهو يذم شفتيه بتفكير ليتحدث أخاه محمد بتسرع كعادته 
ما انت عارف يا عم احنا ما بنأجرش بيوتنا ولوحوصل اكيد مش لحلب لا نعرفلهم اصل من فصل ولا ايه ال وراءهم  
شهقة خافته تنذر بموجه من البكاء خرجت من فم تلك الصغيرة لتمسك والدتها

بيدها وتقف من مجلسها 
جومى بينا يا بتى ولينا رب اسمه الكريم تشكر يا ولدى
صبرى استنى يا خالة 
نظر إلى أخاه بعتاب ليشيح الآخر بنظره إلى الجهة الأخرى 
خوى ما يقصدش حاجه عفشة ولأجلك ولأجل البنية ال معاكى
اخرج من جيب جلبابه مفتاح وضعه بيد عم جابر 
ده يا عم مفتاح البيت وربنا يعلم أنه عزيز علينا وغالى وخصوصى أنه من ريحة الحبايب مش هوصيكم عليه
الام بلهفة تسلم وتعيش يا بن الأصول 
نظرت إلى الغفير تشير له بيدها على النقود 
ليفهم عليها سريعا 
الغفيرجابر الأجرة كام يا ولدى وخليك حنين لأجل عمك جابر  
صبرى واه يا عم جابربقولك من ريحة الحبايب تقولى فلوس بردك 
محمد بنفاذ صبر كاااامان بلوشي 
صبرى محممممممد!
المرأة بحرج اعذرنى يا ولدى وانا مش هجبل اخطى فيه غير لما نتفجوا الاول على أجرته 
صبرى حتى لا يحرجها اكثر خلاص وال يطلع من ذمتك انا راضى بيه 
الام يبقا هتكون زى ما اتفقت مع الرجل ال كنت هسكن حداه 
صبرى وانا موافق يا خالة 
عم جابر يالا على بيتك الجديد يا حجه ريحى انتى وبتك يالا 
هزت رأسها له تنظر إلى بنتها يالا يا وردة يا بتى
قامت بوهن لتتحدث بضعف حاضر ياما
ما كادت تخطو خطوة واحده لتسقط على الأرض فاقدة للوعى 
ضړبت الام على صدرها بړعب بتى
محمد وادى اول النصايب ال هتهل من وراهم يكش تكون ماټت ونروح فى ابو نكله  
صبرى وهو يهبط إلى مستواها هو والعم جابر اتلم يا محمد كأنها مسورقه 
جابر البت لسه صغار ما اتحملتش اللف من الصبح وتلاقيها ما اكلتش  
صبرى وهو يحملها بين ذراعيه وخلفه والدتها تبكى اسبقنى يا عم اجابروافتح لهم دارهم 
دلف بها وهم خلفه يريحها على الأريكة القابعة خلف الباب 
التقط انفاسه بعد ما خرج ابقى فوقيها يا خالة على راحتك ما تتخلعيش عليها هى بس وجعت من التعب 
هزت رأسها ليخرج الرجال وتغلق خلفهم الباب  
محمد هتهملهم البيت بعفشة!
صبرى دول يدوب دكه وسرير وكم طبق لحقت خليتهم عفش! جدامى يا محمد الله يهديكى  
محمدوولاد عمك الواقفين زى الغفر دول هتقولهم ايه
نظر إلى الواقف إلى جوارهم معتذرا لا مؤاخذه يا عم جابر 
صبرى ايش حشرهم هما! هو انا اجرت ليها دارهم ولا دارى عجايب!
الټفت متابعا حديثه عم جابرمعلش استنى هبابه خد للچماعة وكل 
محمد وكل كمان!
جابر ابعته ليهم انت يا ولدى انت ها انت الوحده لحالها عوجت معاكم وانت عارف ولاد المؤذية كتير 
صبرى خلاص روح شوف اشغالك وانا هدهولهم من على الباب وامشى 
بعد وقت وقف أمام الباب يحمل بيده حقيبة بلاستيكية طرق بلطف على الباب 
الام من الداخل وهى تساعد ابنتها على النهوض والاعتدال استمعت إلى الطرق ابتلعت ريقها بړعب فمن سياتى لهم فى هذة الساعه من الليل! بل من يعرفهم هنا من الأساس!
مين
صبرى انا يا خالة صبرى 
فتحت الباب بسرعة پخوف لربما تراجع فى حديثه معهم خير ياولدى 
خدى يا حجه دى حاجه على الكد من خير الأرض معلش محدناش حريم كنا قمنا معاكى بالواجب 
تغللت إلى انفها تلك الرائحة التى تهيم بها عشقا ولا تأكلها الا نادرا لتصيح بدون وعى منطلقة باتجاه الباب تمسك الكيس بلهفة
مااانجا 
للحق تفاجأ بها وهى تقف أمامه بوجهها الابيض عيناها بلون القهوة ملامحها الطفولية وهى تجذبك لتدقق النظر بها شعرها بلونه البنى وقد انزاح غطاء رأسه عنه قليلا 
الام بخجل من ابنتها تشكر وتعيش يا ولدى 
تنحنح بحرج يعطى ظهره لهم تصبحوا على خير 
أغلقت الباب خلفه ليهمس 
على رأى محمد ده كأنه هيبقى مرار طافح البت صغار والكلاب كتير
بس يا خسارة الحلو

مايكملش تغور الحلاوة من غير اصل وفصل
انتفض ناظرا له ېخرب بيتك انت اهنه من امتى
محمد وهو يشير بيده من وجت خير الأرض 
صبرى محمد انا عارف انك تحب الهزار والضحك وتبان ثجيل ومشفتش رباية  
محمد وهو يضرب على صدره بيده بفخر تعيش يا خوى 
صبرى متابعا بس كمان موتاكد أن اخوى رجل صوح ويصون عرض الولايا وميجيش عليهم وخصوصى لما تكون بنية صغيرة كيه دى محتاج اخ 
محمد صغارمين دى كدى او اقل هبابه 
صبرى محمد 
محمد بضحكه وهو يسير إلى جواره بضحك معاك يا عريس المهم خلاص نويت بكرا على قراءة الفاتحه على بت علوانى 
صبرى بإذن الله 
محمد بضيق والله انا ماعجبنى النسب ده 
صبرى دول من طرف عمك 
محمد ما هو علشان إكده مش عجبنى 
صبرى وهو يضربه على مؤخرة راسه يالا يابو نص لسان اهو الحق اخش الدنيا قبل ما البس فى الجيش بسبب جنابك 
محمد قلبك اسود يا اخوى 
صبرى جوووى 
لم تشح نظرها عنه من خلف الباب المغلق نسبيا وبيدها ثمرة المانجا تأكلها بنهم حتى أتت والدتها 
واجفة إكده ليه تعالى غسلت الفاكهه تعالى كولى الواحد محسش بقرصة الجوع غير وهو بيغسلها ريحتها تجرى الريق الله يزيده ويوسع عليه 
ورده يارب ياما 
دمعة سقطت من عينيها المغمضة وهى تتذكر بعدها كيف كان يقف إلى جوارهن بوجه كل من يعترض على وجودهن كيف ساعدهم برفقة عمها جابرعلى العمل بفرش صغير من الخضار على اول الشارع فى مقابل الوحده تبيع وتشترى حتى لا تضطر للنزول إلى الحقول والتعرض للمضايقات كيف كان يقف على بعد منها يحميها من مضايقات الفتية حتى محمد أخاه كانت تشعر وكأنه مكلف بحراستهن هى ووالدتها 
رأت فيه ذلك البطل بأحلامها فارسها المغوار من أمن لها منزلا دافئا عملا رغم بساطته الا انه خاص بهن فعل كل هذا ولم يرفع عينه بها قط لا هى ولا والدتها 
الفصل الثانى
تقف بنافذتها عيناها معلقه على اول الحى تنتظره لا تصدق بأنه اليوم هو يوم زفافه كذبت عيناها وهى ترى حبال الإضاءة وقد انارت الشارع باكملة تلك الذبائح التى وزع لحمها صباحا حتى انها كذبت أذنيها وهو يعطى لها منها نصيب بيدها ويخبرها بضرورة تواجدها هى ووالدتها اليوم مساء فى الحفل 
دخلت والدتها إلى الغرفة نظرت لها بحزن فدائما ما كانت تشعر بأن ابنتها تميل لهذا الشاب الطيب الخلوق ولكن اين هم منه كيف استطاعت التفكير بأمر كهذا
هزت رأسها بقلة حيلة تتمتم لنفسها وهل على القلب

انت في الصفحة 2 من 16 صفحات