رواية مكتملة بقلم مروه حمدي
انت في الصفحة 1 من 16 صفحات
صبرى بقلم مروة حمدى
صبرى
الفصل الأول
استيقظت من نومها بنفضه تنهض مسرعة من فراشها بعدما أزاحت عنها الغطاءأرتجفت أوصالها من البرد لم تكترث وهى تسرع بخطاها نحو نافذتها الصغيرة بلهفة تيبست قدماها و اتسعت عيناها پصدمة وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها حتى لا تستيقظ والدتها القابعة معها بنفس الغرفة انتبهت لحالها سريعا توارت بجسدها تستند على الحائط جوارهاأغمضت عينيها بحزن تستمع لصدى ضحكاته وقد شقت سكون الليل تابعها صوته العالى وهو يشدو بالأغاني أعتصر قلبها من الألم وهى تنصت لصوته المتحشرج بعدما تبدل الحال وأخذ يبكى وينوح كطفل مذعور
اه يا صبرى
لم تلحظ تلك التى استيقظت من نومها ولم تجد ابنتها إلى جوارها حسرة أعتلت قلبها هزت رأسها بقلة حيلة وهى تديرها باتجاه النافذة متيقنة بأنها تقف هناك كحالها كل ليلة تسائلت بحزن عليها وعلى ما تفعله بنفسها وبعدهالك يا بتى لحد مېتا هتفضلى على ده الحال ياوردة !
جار ١وهو يطرق على باب منزله پعنف ما تتهد بجا ېخرب بيتك انت ايه يا شيخ ملبوس مرة ضحك مرة بكا يا حزين مش عارفين نتخمدوا من حسك العالى اتهد واتخمض لأجى احش رجبتك
جار٢ انت بتتحدت مع مين هو دارى بحاجه من الأساس ده واقف ملط فى البوابه فى عز البرد وعيترقص
جار٣ لا إكده زاد عن حده جوى افترض حرمة طلت من شباكها توعاله أكده
صرخه عالية أفزعتهم انفضوا على أثرها إلى الخلف تعلق نظرهم على الباب المغلق پخوف عقب ذاك السكون بعدها
جار٤ لااااا الحال ده ما يتسكتش عليه ابدا هموا بينا على بيت الحج حسين
جار٢ دلووووجت تلاجيه نايم
جار١ هو ينام مرتاح البال فى فرشته وبالينا بالهم ده يالا بينا
جار ٣ ولا ليها عازة روحتكم ليه يعنى هو مخبرش بعمايل ولد أخوه
نظرت لاثرهم وهى تتمتم ربنا يكفيك شرهم وشړ ال رايحين ليه ويشفى عنك يارب
على اول الحى حيث الوحده الصحية الخاصة بتلك القرية
يقف أمام البوابة الحديدية وهو يرفع إحدى قدميه يثنيها ثم يعيدها لموضعها مرة أخرى يتحدث بتذمر لمن يرافقه اخيرا وصلنا ده انا رجليا تعبت من المشى
احمد طب كنت اتصرفت فى حمار نركبه حتى
الغفيربابتسامة سمجه وهو يخرج المفتاح من جيبه لفتح البوابة والله لو عندى واحد ماكنت عزيته عنك ابدا هىهىهىهى
الطبيب وهو ينظر حوله بفضول الحمدلله البيوت قليله اوى ال حوالينا انت لما قولتى واحنا جايين أنها فى شارع وحواليها بيوت قولت هتبقى صداع وقلة راحة ليل نهار كده انت توريني اوضتى واريح كم ساعة فى هدوء لحسن عظمى رصرص من البرد وقعدة القطر
الغفير وهو يحرك شفتيه فى الاتجاهين هامسا هدوء شكلك مش عتطول ياضاكتور
احمد بتقول ايه على صوتك
الغفير بجول اتفضل لأجل البرد و
قطع حديثه وهو يبصر الرجال يهرولون
بسرعة من أمامه يرتسم التذمر والوجوم على ملامحهم يوفقهم بصوته هو فى ايه يا ويلد منك ليه رايحين فين بربطه المعلم الساعة أدى!
احدهمرايحين للحج حسين يشوفلنا صرفة
ضيق عينه وقد أنتبه إلى ذاك الواقف إلى جواره متابعا
الاا مين ال وياك ده يا عمجابر شكله غريب عن نواحينا
الغفيرجابر ده ضاكتور الوحده الجديد
يهم بالرد مرحبا ليأخذه أحدهم يسحبه من يده يالا يا اخويا نخلص من الهم ال احنا فيه وبعدين ابجا رحب براحتك يالا يالا
احمد بدون فهم ينظر للغفير إلى جواره بعد رحيلهم هو فى ايه مالهم دول
قبل أن يتلقى الرد وصل إلى مسامعه صوت صرخات عاليه نفضته فى وقفته ليمسك بالباب الحديدى بفزع ينظر حوله لعله يجد مصدرها يهم بالسؤال عنها لتتسع عينيه وقد تحولت الصرخات لضحكات
احمد ايه ده
الغفيروهو يحمل الحقيبة ويدلف من الباب ده صبرى
احمد صبرى مين
لم يجبه وتحرك للداخل واحمد مهرولا خلفه ليقف أمام المبنى
احمد وهو يتطلع حوله برأسه بريبه وهو يستمع إلى نفس الصوت ولكن تلك المرة يبكى بمرارة
يبتلع ريقه ايه صبرى ده يعنى عفريت يعنى ولا بنى ادم زينا
الغفيربتجاهل لسؤاله ونبره الخۏف به زى ما انت شايف ياضاكتور الوحده دور واحد على الناحيه اليمين اوضة استقبال لاصقة فيها اوضة الكشف وف ريحها اوضته التطعيمات بتاعه العيال الصغيرة وعلى الناحيه الشمال اوضتك وفى وشها دورة المياة ودى السلم ال مابين اوضتك والحمام بتوديك السطح
احمد وهو يهزه من كتفه بقولك مين صبرى ده
الغفير بلا إهتمام ده واحد من جيرانك يا ضاكتور
احمد وهو بيعمل كده ليه يبكى يصوت يضحك فى نفس الوقت!
الغفير ربنا يزيح عنه وعن الجميع حداه شوية تعب فى مخه ماتشغلش بالك إنت
خد اهو مفتاح اوضتك روح ريحلك هباهبة قبل الشمش ما تطلع والناس تبجى فوق راسك
يهم بالتحرك ليمسكه احمد من يده انت رايح فين وهتسبنى لوحدى مع ال اسمه صبرى ده
الغفير يا دكتور انا واقف على الباب متخفش من ايتها حاجه وقت ما تعوزنى عييط عليا عجيك قوام وبعدين الغلبان ده محپوس فى بيتهم ما منهوش خوف واهو سكت يبجى نام وانت كمان ريحلك هبابه ده مشوارك يهد يابوى
احمد وهو يحمل حقيبته ويرحل من امامه وتيجى من فين الراحه وأهى باينه من اولها اهى
جففت دموع عينيها بيديها وهى تراه ملقى على الأرض اسفله مغمض العينين قامت من مجلسها وعيناها لا تنزاح عنه مررت يدها على حافة النافذة برقة وكأنها تربط على ظهره بينما والدتها قد فاض بها الكيل من ابنتها لتجلى صوتها منادية
وردة بتعملى ايه حداكى فى البرد ده اقفلى المدعوج ده وتعالى جارى ورانا شقا من الفجرية يابتى الله يهديكى
ورده وهى لا تزال تنظر تجيبها بتوهان
حاضر ياما
الام بنفاذ صبر وردة
أغلقت النافذة بعدما استودعته لخالقها سارت بآلية اتجاه الفراش افسحت لها والدتها لتندس إلى جوارها وعيناها معلقة بالسقف هزت والدتها رأسها بقلة حيلة وحزن عليها لتسحبها إلى احضانها وكأنها كانت تنتظرها لتتشبث بها بقوه تستمد منها الدفء لجسدها وقلبها أسندت رأسها على صدرها لتربط الأخرى عليه بهدوء
تنهيدة عميقة خرجت منها حاړقة وهى تجفل بعيناها عائدة إلى ذكرى ذلك اليوم
اه يا رجلى يانى انا تعبت يا وردة يابتى تعالى نريح هبابه اهنه وبعدين نكمل لف حسبى الله ونعم الوكيل فى كل واحد معاه ومستجوى على الغلبان
ورده خليكى انتى هنا ياما ريحى وانا هطل فى الشارع ديه يمكن الاجى لينا مكان
الأم پذعر لع ماتهملنيش خليكى جارى رجلى على
رجلك دى بلد غريبة عننا نعرفوش فيها حد ولا نعرف طبع ناسها وعوايدهم
ورده ياما ماتخافيش وبعدين الشارع قصيير وبيوته قليله يعنى مش هغيب عن عينك ما تخافيش
ربطت على يدها ورحلت من أمامها
بينما الأخرى عيناها تتبعها پخوف تتذكر سبب تركها لبيتها الصغير وقريتها التى ولدت وعاشت وتزوجت بها وقد تركتها هاربة بإبنتها لتحميها من شړ النفوس الفاسدة التى لا تراعى حرمة ولا تكترث لشرف وبالأخص عندما تكون فتاة كابنتها صغيرة جميلة فقيرة ليس لها اب او اخ يدفع عنها ويحميها او عائلة تكن لها ظهرا يسد عنها
افاقت فزعة على صوت فتح البوابة التى تستند عليها لتهب واقفة من مكانها مع خروج احدهم منها
الام بسم الله الرحمن الرحيم
الغفير ما تخافيش يا ست انا عم جابرغفير الوحده سمعت صوت بره فجولت اشوف الحكاية
الام ببعض الراحه اعذرنى يا عم جابركنت بريح هبابة من اللف وبتى معايا
الغفيرجابر شكلك مش من إهنه الطلة الزينة دى اول مرة أوعالها
الام بابتسامة خفيفة تسلم وتعيش ياعم احنا من بلد جريبة منيكم وبنلف على بيت نأجروه ومحدش راضى بينا يا عم وال يرضى بيغلي علينا الاجره يعنى بيطيروا ورانا بالحسيس
الغفير وهو يعقد حاحبيه ليه انتوا من أنهى بدنه من بيت مين
اجابته وهى تطرق رأسها لاسفل بدنه على باب الله
هز رأسه بتفهم فنسبهم يعود إلى ما يطلق عليه الحلب ومعظم بيوت العائلات لا تقبل بهم هنا سوا للخدمة فقط بسبب تلك السمعة التى توارثتها الاجيال عبر الزمن
عادات عفى عليها الزمن ولا تزال موجوده ببعض المناطق حتى الآن
لمعت براسه فكرة ليقول مسرعا فى الناحية القبلية بيوت كتير بتأجر وهتلاقى ناس كتير هناك من بدنتك
رفعت رأسها له وترقرت الدموع من عينيها روحت ولجيت بس
الغفير بس ايه غلوا عليكى تعالى وياى وانا اشندلهملك ومحدش يجدر يفتح خشمه
هزت رأسها ب لا تجيبه بحزن
الغفير بعدم فهم أومال!
صمتت على اثر صوت ابنتها التى أتت مهرولة تنادى لجيت بيت ياما لجيت بيت
رفعت نظرها لابنتها القادمة باتجاهها تتذكر نظرات ذلك الرجل الوقحة لابنتها لتتركه وترحل بعدما اتفقت معه على الإيجار
نظر الغفير للفتاة ليبتسم عليها تبارك الرحمن
هز رأسه بقله حيلة الفتاة جميلة وصغيرة بالتأكيد أنه أحد هؤلاء الأنذال آثار بقلب والدتها الخۏف على ابنتها وربما على نفسها هى أيضا ولا يستبعد أن يكون سعفان ذلك المتصابى الوقح
عاد بنظره للمرأة هملتى بيتك وبلدك ببنية كيه بتك ليه يابتى
رفعت الام نظرها لإبنتها الواقفة تنظر لهما بعدم فهم
راجلنا ماټ يا عم
وقد خانتها دمعة من عيناها أزاحتها الفتاة سريعا بيديها وهى تتحدث لها
وردة تزعليش ياما لجيت بيت مقفول وانشالله أصحابه يأجروه لينا
الغفير بخبرة رجل عاش كثيرا ومر عليه الكثيروقد فهم ما تعرضتا له نساء وحيدات مثلهن من مضايقات
ليقرر بينه وبين حاله أن يساعدها على قدر استطاعته
الغفير جوليلى يا بتى أنهى بيت ده
ورده وهى تشير له على منزل من الطوب الأخضر صغير يقع على بعد منزلين منهما
هز الرجل راسه امممم البيت ده أصحابه ناس زينه وولاد حلال
الام يعنى انت عارفاهم يا