رواية مكتملة بقلم ندا حسن
شفتيها وهو يأتي على خلدها بنظراته وحديثه وقوته
عضلات جسده وطوله الذي يبتلعها عينيه الساحرة! هل قالت ساحرة! لم تسحرها هذه العينين إلا قريبا بعد أن توطدت العلاقة بينهم وأصبحت أقوى بكثير وأعمق من السابق
حيث كانت تستمع إلى كلماته المعسولة التي تخجلها وتلبك كلماتها ونظراته الغريبة الصاړخة باللهفة حركاته الذي كانت تعوقها كلما أرادت الذهاب والابتعاد عنه
قلبها يدق پعنف أثناء وجوده أمامها ومتابعة نظراته إليها روحها ترفرف وهي تتحدث معه وتستمع إلى خشونة صوته ورج ولته الطاغية
هل هذا حب! وقفت على قدميها بلهفة تسير بالغرفة تفكر في حديثها وما يمليه عليها عقلها هل أحبته! لأول مرة تمر بهذه المشاعر تسير على جسر ملئ بالورود الحمراء ذات الرائحة الطيبة المشعة بالحب والغرام هل أحبته هل هذا هو شعور المحبين أن تطير الفراشات داخل معدتهم وأن يخفق قلبهم وكأن هذا الخفقان طبول تقرع للإعلان عن حرب ضارية! هل هذه مشاعر العاشقين! أن يشعروا بأمواج البحر الثائرة مقبلة عليهم تأخذ جسدهم ليطفو فوق سطح الماء بكل سعادة
أقتربت منه سريعا حتى لا تستفيق وعد تخرسه وهي تنظر إلى شاشته الذي أنارت بإسم عاصم
رفرف قلبها ودق في ذات الوقت وارتسمت الابتسامة على شفتيها بفرحة وسعادة وهي لا تشعر إلا بفراشات الحب تطير داخل معدتها تعلنها بأنها أحبته حقا!
استقر الهاتف بين يدها بعد أن انتهت المكالمة ولم تجيب عليها بسبب كثرة المشاعر الذي زارتها وجعلتها تنظر إلى الهاتف بعدم تصديق وتعيد على عقلها كل ما كانت تقوله منذ قليل
أيوة
أجابها من الناحية الأخرى بصوته الرخيم يتحدث
فكرتك نمتي
وقفت على قدميها تسير في الغرفة وهي تحادثه وقالت بنفي سريعا
لأ لأ أنا صاحية
سألها بتطفل
مردتيش ليه أول مرة طالما صاحية
أجابته وهي تكذب عليه فلا تستطيع قول أنها كانت تنظر إليه ولا تستطيع الإجابة بسبب المشاعر الذي حاوطتها بحبه
استنكر حديثها وهو يجيب عليها قائلا بيقين وهو يعلم أنها لا تترك الهاتف من يدها
بعيدة عنه! أنتي من ساعة ما أخدتيه تاني وأنا حاسس إن مافيش في حياتك غيره
أردفت بجدية تسرد عليه ما يحدث معها ليجعلها تبقى طوال الوقت جليسة مع هاتفها وهي تشير بيدها وكأنه يراها تسير في الغرفة
أصل بصراحة الجو ملل أوي هنا يا إما نتفرج على التلفزيون يا إما أقعد مع زينة أو وعد يا أما الموبايل وأنت عارف جبل من وقت ما تعب طول ماهو هنا زينة بتعمله كل حاجه ووعد رجعلها التابلت ف مافيش حاجه أعملها غير أقعد على الموبايل
وبقيت الناس اللي في القصر مش مقامك ولا ايه
وقفت في موضعها وسألته بتوتر
أقولك بصراحة!
أومأ برأسه وقال بجدية ورفق
أكيد
قالت پخوف وهي تتذكر نظرات والدة زوج شقيقتها لها وللجميع وأكملت بانزعاج وضيق من شقيقته
طنط وجيدة بخاف منها نظراتها غريبة وتخوف وبتتكلم بجد أوي إنما فرح دي متكبرة أوي وپتكرهني أصلا
ضيق ما بين حاجبيه واستنكر قولها فسألها بجدية ليعلم ما الذي بينها وبين فرح
بتكرهك ليه
قالت بلا مبالاة وهدوء وهي لا تدري ما الذي يفكر به
معرفش بس من وقت ما جيت بتعاملني وحش أوي وبترمي كلام وحش ف كبرت دماغي منها بقى
صمت قليلا ثم قال بمرح يشاكسها
أنتي بتعرفي تكبري دماغك أهو
ابتسمت بسعادة وهي تمازحه قائلة
طبعا أنا أعجبك
تحرك في الحديقة وهو ينظر إلى شرفة الغرفة الموصدة ومن خلفها تظهر إنارة الأضواء الخاڤتة قال بسخرية
لأ منا عارف أنتي كبيرة مش صغيرة وتعرفي تعملي
كل حاجه
سألته بانزعاج واقفة في موضعها
أنت بتتريق ولا ايه
أجابها بلين يأكل ما بقي من عقلها
أنا أقدر اتريق عليكي بردو
أكملت سيرها مرة أخرى وتفوهت بجدية متسائلة بعد أن شعرت بالملل يسيطر عليها
بقولك يا عاصم هو أنا مقدرش أخرج بره القصر أمشي في الجزيرة أشوف الناس أي حاجه أنا بجد
زهقت
حاصرها بسؤاله الخبيث وهو يبتسم باتساع
اشمعنى أنا بقى اللي بتقوليله
ارتبكت كثيرا وصمتت قليلا وهي تنظر إلى الأمام بوجنتين حمراء للغاية اشتعلت من شدة الخجل فلا توجد إجابة مناسبة ولكنها أردفت
مش مش أنت صاحبي بردو
مرة أخرى بمكر يحاول إخراج الكلمات منها وهو يعلم أنها الآن ټموت خجلا
صاحبك بس!
هربت من محاولة محاصرة لها وقالت متسائلة بصوت خاڤت رقيق
هتخرجني
أومأ بالموافقة ولكنه مصر على اخجالها بحديثه الماكر
الخبيث الذي يعلم أثره جيدا
ماشي هخرجك بس بشرط
سألته باستغراب
ايه هو
رد بمنتهى البساطة وخشونة صوته تثير ما بها ومع تلك اللهفة التي خرجت من بين كلماته واستشعرتها جيدا
اخرجي البلكونة عايز أشوفك
كررت كلمته مرة أخرى