الخميس 05 ديسمبر 2024

رواية مكتملة بقلم ايمان حجازي

انت في الصفحة 278 من 300 صفحات

موقع أيام نيوز


تبين لهم بعد ذلك انه شلل دائم بكامل ذراعه .. ترتب علي تلك اﻷصابه انه تم استبعاده واﻷستغناء عنه من العمل فتخلي عن وظيفته ليتأكد لعبدالله ان الجزاء كان من جنس العمل وان عمله ذلك الذي كان سببا في سجنه هو من تخلي عنه وتركه في اصابته ..
وخلال ذلك الشهر ايضا لم يتوقف سيف عن رمق عبدالله بنظرات الندم وطلب السماح منه وتحديدا بعد ان اعترف للجميع بانه كان السبب في سجن عبدالله تلك السبع سنوات وترك له حريه اﻷختيار ولكن عبدالله رفض القصاص منه وعفا عنه ولم يطالب بسجنه ايضا كما فعل معه بل جعله ينعم بحياته بجوار اطفاله كي لا يحرم منهم .. 


برقت عين عبدالله بالدموع ودق قلبه بسرعه شديده وهو يتذكر ذلك الصغير المرح حمدي .. الذي لطالما كان اخيه وصديقه وابنه ايضا .. الوحيد الذي كان يقترب منه ويحبه بشده دونا عن اخوته جميعا .. كان دائما ما يخبره بانه اقرب الاصدقاء اليه ويتمني له الخير والتوفيق بحياته وان ينعم بحياه سعيده مع من يحبها .. لن ينسي ذلك اليوم الذي اخبره فيه عن مرام .. مازال يتذكر السعاده التي ارتسمت علي وجهه في ذلك اليوم وهو يفقز فرحا من هول السرور الذي حل علي قلبه وهو يري اخيه اﻷكبر واخيرا وقع في الحب ...
حمدي ذلك الشاب الشجاع الذي يتحلي بكل معاني الرجوله والاخلاق ويحتسبه جميع اهله شهيدا لحبه لوطنه ولرجولته ونخوته وغيرته علي فتاه لا تربطه بها سوي أنها من نفس موطنه.. حمدي الذي واجه قټله ومجرمين بمفرده وهو يدافع عن حبه لبلده من هؤلاء البطشي والمجرمين ..
اخرج عبدالله هاتفه من جيبه وضغط عليه لتظهر صورته امام عينيه بتلك الابتسامه الصافيه والوجه الحسن والروح البريئه الطاهره ليغمض عينيه في مراره وحزن بعدما فرت دموعه علي الرغم منه.. لمده دقيقه واحده وهو يقرأ له الفاتحه ويدعوا له بالرحمه والغفران ... 

بقي انت هنا يا حسيني عمال تستجم واحنا قالبين عليك الدنيا !!!
لم يكن سوي مسعد صديقه الذي ردد بتلك الكلمات وهو يدلف باب غرفته في سعاده مرتديا بدله رسميه ايضا
عاد مسعد هو وزوجته وابنته نور الصغيره الي مصر مره اخري وهذه المره الي الابد بعد ان صفي كل اعماله وحساباته بفرنسا .. وايضا مسعد لم يسلم من شړ ناجي وكان ضحيه له حينما سافر خلفه الي فرنسا وضربه الي حد الټعذيب ليعترف له اين سافر عبدالله ومرام وماذا يعرف عنهما ..لم يكن يعترف الا عندما هددوه پقتل ابنته واغتصاب زوجته امام ناظريه .. ومن خلال تلك المعلومات حينما ادرك ناجي انه كان بفرنسا ارسل له من يدعون انهم من المخابرات الفرنسيه كي تكون حبكه مدروسه له حينما يلقي القبض عليه ...
نهض عبدالله من علي كرسيه وهو يتوجه اليه مرددا بنفس لهجته مشفتش في ذكائك اقسم بالله .. يعني انت قلبت الدنيا كلها عليا ومحاولتش تدور في اوضتي !! .. 
ضحك مسعد بشده وهو يردد اه صح .. معلش بقه متوتر شويه 
عبدالله بتريقه متوتر ليه ان شاء الله !! .. محسسني ان ده فرحك انت !!
مسعد بجديه لا يا عم مش كده .. بس لسه عارف دلوقت ان زهره حامل وقلقان عليها شويه .. انت مشفتش لما كانت حامل في نور حصلها ايه وكانت تعبانه ازاي!! 
عبدالله بجديه وهو يربت عليه يا ابني سيبها علي ربنا وادعيلها وان شاء الله كل حاجه هتبقي كويسه وهتعيشوا مع في سعاده .. كفايه انكم بتحبوا بعض ..
مسعد بجديه هو اﻷخر طب وانت يا عبدالله !!
عبدالله وهو يتصنع عدم الفهم انا ايه !! 
مسعد انت كمان بتحب مراتك وهي بتحبك وحامل في ابنك التاني .. ليه مش بتعيش معاها في سعاده انت كمان !!
عبدالله بضيق لا خلاص مبقتش بحبها .. وبعدين هي مش مراتي انا رميت عليها اليمين من زمان ومبفكرش اردها .. وياريت تقفل علي الموضوع ده !!
مسعد بضيق شديد ايضا ولما انت رميت عليها اليمين ومبقتش تحبها قاعد معاهم ليه !!
عبدالله ببرود شديد ﻷن بكل بساطه
 

277  278  279 

انت في الصفحة 278 من 300 صفحات