رواية للكاتبه نورا سعد-3
قطرات من الدموع لتبلل وجنتيه وقال
في وسط الخناقة قالتله أنت عايز تضيعنا كلنا وعايز تضيع الصغير زي ما ضيعت الكبير وقتها هو... هو أتعصب أتعصب عليا وضړبني!
ملئت الدموع مقلتيه وهو يسترسل
ضړبني جامد لحد ما كنت ھموت في أيده وقتا هي مكنتش عارفه تعمل حاجة حاولت ولأول مرة وفشلت!
كمل يا سمير
أختنق صوته وبنبرة تكاد تسمع قال
تاني يوم كنت أنا في الشغل كنت تعبان ومش قادر أتحرك لدرجة أن صاحب الشغل قعدتني اليوم ده ومخلنيش أشتغل...بس...بس أنا لقيت ماما جيالي بعد ما خلصت شغل تاخدني.
ضحك بسخرية ثم واصل
فرحت زي العبيط أول ما شوفتها مكنتش أعرف أنها قررت ترميني!
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
خدتني وجبتني هنا في الملجأ رمتني كأنها بترمي جذمتها مثلا!
كانت سلمى تسمعه وتشعر أن قلبها يكاد ينخلع من موضعه لا تتخيل أن كل ما تسمعه هو حدث بالفعل! لا تقتنع أن يوجد أب بهذه القسۏة والجباروت وفي وسط دوامة أفكارها سألته
فاكر قالتلك إيه يا سمير لما سابتك
غيمة سوداء حاوطت عيناه تذكر أسوء جملة سمعها طوال فترة حياته القصيرة وبضعف وخواء هتف
قالتلي سامحني مش عايزاك تحصل أخوك بسببه!
أنهمرت دموعه بشدة وعلى الرغم من ذلك استطرد وهو يقول
هي ليه محاولتش تحميني ليه سابتني ومشيت وأنا عمال اقولها متسبنيش أنا محتاجك! طب ليه هي رجعت دلوقت
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
بس هي قالتلك أنها بتحميك هي مكنتش عايزة تأذيك زي ما حصل لأخوك كانت فكرة أن ده الحل.
وليه محاولتش تفضل معايا! ليه أسهل حل ليها أنها تسبني! طب ليه محاولتش تاخدني ونمشي!
فهمت سلمى أنه وصل لذروة غضبه ولابد من انهاء المناقشة الٱن لذلك نهضت من مكانها واقتربت منه وهي تقول له
لازم تبقى عارف يا سمير أن مش كل حاجة الواحد عايز يعملها بيعرف يعملها في حاجات كتير أوي الانسان بيكون عاجز أنه يعملها.
كانت تتابع تعابير وجهه المنتبهه لها ابتسمت له بهدوء ثم مدت يدها له وهي تقول
وبالفعل تحركا سويا نحو غرفته كان الطفل بشعر براحة بعدما فرغ شحنة غضبه وهي سحبت لدوامة من الأفكار مختلفة من نوعها!
ولكن عند ليلى فكانت تجلس في حديقة الدار تتأرجح أعلى أروجوحة هزازه ولكنها لمحت ياسين يجلس أسفل شجرة كبيرة وشارد الذهن هبطت من مكانها وترجلت نحوه بهدوء وعلى محياها ابتسامة لطيفة أقتربت منه حتى جلست القرفصاء أمامه وهي تسأله بهدوء
مالك قاعد لوحدك ليه
تنهد وهو يضع يداه أعلى قدمه ويقول
عادي مليش بس قاعد زهقان.
وبابتسامة مشاكسة كانت تقول له وهي تقترب بجذعها العلوي إليه
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
قطب جبينه بعدم فهم لذلك هي نظرت بعيدا عنه وواصلت
يعني مكملتش حكاية الدار القديمة كروتتني يا ياسين
ختمت كلماتها بنظرات حزينة برعت في تمثيلها ابتسم هو وهتف بهدوء
لأ أنا حكتلك كل حاجة فاضل بس الجزء اللي يخصني أنا.
كانت جملة مبطنة بمشاعر مختلطة من حزن وألم وخلان من العالم ابتسمت له بهدوء وهي تقول له بكل إنصات ونبرة مهتمة صادقه
وأنا عايزة أسمع اللي يخصك عشان ده أهم جزء في حكايتك يا ياسين.
ولأول مرة يشعر بالأهتمام من أحد أو الأهتمام لم يؤلمه من الأساس! دائما كان يشعر أنه يقص عليهم لأجل فضولهم التي كان يتراقص في مقلتيهم غير ٱبهين للمشاعر التي تتآكل بسبب ما يقصه عليهم كقصة قبل النوم مثلا!
نظر لها وبحزن دفين كان يهتف
بعد ما بدأوا يشتغلوا في الدارك وي ب شغلهم بدأ يكبر أكتر وبدأوا يدخلوا على شغل من نوع تاني خالص.
تجارة الأعضاء مش كده
أومأ لها دون السؤال من أين علمت تنهد وهو ينظر للأعلى يتنفس پعنف وكأنه يستحضر كل ندبة بقلبه تسببت فيها ذكريات الماضي اللعېن وبحزن هتف يقص عليها ما قصته عليها السيدة سهام ولكنها من زويته هو
لما دخلوا السكة دي بأوا يجيبوا أطفال من الشارع ويرمولهم فلوس مقابل أنهم ياخدوا منهم عضو ولا أتنين وده طبعا عشان يعرفوا يسحبه الضحېة منغير صوت ومنغير دوشة ليهم.
جحظت عينيها غير مصدقه ما سمعته اطفال الشارع كانوا يتعرضون لچريمة بشعة مثل تلك وهم راضيين! وبشرود وكأنها تخدرت أثر كلماتها همست
وبعدين.
بسمة ساخرة ارتسمت أعلى شفتاه وهو يسترسل
لحد لما طفل من العيال دي ماټت منهم وقتها الدار قامت ومقعدتش .
أزاي يا ياسين
نظر لها وبوجه متهكم وعيون مشټعلة أردف
الولد ماټ من عملية من عملياتهم وبجبروتهم خدوا الواد ده ورموه في خړابة بعيد عن الدار وعرفنا بعدها أن البوليس لقى الچثة ودخلت تشريح وعرفوا أنها ماټت نتيجة ڼزيف في الډم من أثر عملية أستئصال عضو ومن وقتها وكل منطقة بقى فيها عسكري باين بياخد باله من تحركات الولاد دي عشان عايزين يقبضوا على العصابة وطبعا هما اختفوا خالص وخرجوا فكرة ولاد الشوارع دي من دماغهم.
ختم كلماته بسخرية لاذعة ولكنه وقبل أن يواصل قطعته هي وتسأله بعيون متحفظة بشدة
وأنت عرفت كل المعلومات دي أزاي يا ياسين
وبهدوء أجابها
من ودني كل شيء كان بيحصل بين المديرة والمساعد بتاعها كنت بسمعه مش أنا لوحدي لا دي أوضتي كلها.
قطبت جبينها بتعجب وقبل أن تستفهم أجابها هو
المكتب بتاعها كان جمب أوضتي بالظبط وهما أغبية صوتهم كان بيوصلنا من خلال الشباك بتاعهم اللي بيكون مفتوح دايما فكانت كل أخبارهم عندنا.
كمل وبعدين.
ودون أن يشعر کسى عيناه غيمة سوداء وكأنه يستحضر اسوء جزء في حكايته
لحد ما بدأوا يتجهوا لولاد الدار.
دمعة متمردة فرت من عيناه كانت نظرات الأنكار تحاوط مقلتيه مهما حاول أن يخفيهم وهي حاولت بكل الطرق ألا تظهر له نظرات شفقة أو ما شبه مدت يدها تحضن كفي يداه لكي تحثه على المواصلة دون النطق بحرف وبالفعل أستجاب لرغبتها واستطرد قائلا
كانوا بياخدوا واحد وراه التاني مننا كانوا بياخدوا من كل واحد فينا حاجة شكل مرة عين مرة كبد مرة صوابع أو سنان! غير أعضاء كتير جوانا احنا منعرفش حتى اسمها.
وبحزن على حاله هتفت بصوت يكاد يسمع
كمل.
هنا ووقع في نقطة هاوية سوداء وكأنه تذكر أسوء ليلة مرت عليه أو بالأصح تذكر ليلة من ضمن لياليه الكثيرة التي تلونوا باللون الأسود الداكن وزينت بدموع عيناه نظر في نقطة فارغة ثم هتف
لحد ما جيه عليا الدور خدوني وأتخدرت ومصحتش على حاجة غير صړاخ وجري وبوليس في كل مكان وكان نهاية الليلة دي هي نجاتي.
انتهى من كلماته وابتسامة عاذبة ترتسم على ثغره وكأنه تذكر أن نهاية تلك الليلة أنتهت بشعاع نور نور له عتمة حياته بأكملها مهما ما حدث فيها ولكنها انتهت بأمل وفرج من الله لكي يصل له رسالة أنه لم ينسى نظر لها وهو يرفع لها رأسه ويسترسل بهدوء وليست أعصاب مشدودة
بعد ما فوقت