رواية للكاتبه نورا سعد-3
كنت فكرة... أنا همشي دلوقت حاسة أني تعبانة شوية.
وبالفعل ودعتها ثم انصرفت من المكان بأكمله لم تترجل لمنزلها بل أخذت قسطا من الراحة لكي تسير على قدميها وفي شوارع المدينة وهي تتألم كل ركنا بها تشعر أنها ولأول مرة ترى شوارع مصر بتلك الصورة.
انتهى اليوم بكل ما فيه من ثقل وأتى يوما جديد يحمل في طياته أحداث ومشاعر مختلفة كانت ليلى تختلي بنفسها لأول مرة بعيدا عن ضوضاء العالم كانت تجلس أسفل شجرة كبيرة أوراقها كانت تظلل عليها من قساوة العالم وكأن عقلها يرفض تلك الفكرة وبكل قسۏة كان يذكرها بكل شيء حدث حياتها ذكرها ما هربت منه منذ ساعات وذكرها بمعاناتها دائما كانت تقول لحالها أن لابد أن تواصل لكي تصبح أم... أم لطفل بريء كانت تود أن تعطيه كل شيء سلب منها رغما عنها كانت ستعطيه الحرية! تلك المصطلح التي لم تشعر به ولو للحظات حتى أبسط الأشياء كانت تنحرم منها! تتذكر جيدا عندما انتقلت للصف الثاني الثانوي وكانت تريد أن تلتحق بالشعبة الأدبية وقتها استقبلت رفض قاطع من أهلها! وكأن لا يحق لها أن تختار المواد التي تريد أن تدرسها! تتذكر أن وقتها والدتها قالت لها نصا أحنا مش هنصرف كل الفلوس دي وتدخلي أدبي وفي الأخر متلحقيش كليات! وفي النهاية... خضعت لقرارهم وكان مسيري مجموع منخفض بسببه ألتحقت بأخر كلية كنت أتوقع أن يكون مسيري بها! الخدمة الأجتماعية.. تلك الكلية التي لم أسمع عنها أي شيء طوال حياتي ولكن الله كان يريد أن يطيب خاطرها وكأنه أرسل لها هذا المجال لكي تنغمس مع هذا العالم.. عالم الأطفال.. الشيء الوحيد التي أختارته بإرادتها ولإرضاء ذاتها وليس الأهل!.
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
أنتشلها من بحر ذكرياتها صوت سلمى رفعت يدها وكفكفت دموعها سريعا وهي تقول له
بخير أيوا مالك أنت
جلست بجوارها وهي تقول لها
كنت عايزة أتكلم معاك شوية
استدارت لها بوجهها وهي تعقد ما بين حجبيها وتسألها
ليه بقى حصل حاجة
عايزة أخد رأيك يا ليلى حاسه أني متلخبطة.
قالت ما قالته بضيق ظاهر على وجهها وبرفق سألتها ليلى قائلة
حصل إيه بس مالك.
وبتخبط وعدم ترتيب لحديثها كانت تقول لها
هو أنا يا ليلى لازم أتنازل يعني دلوقت أنا كان نفسي أرتبط بشخص حنين.. يهتم بيا وبتفاصيلي يحسسني أن مهمة دايما كان نفسي أرتبط بشخص يدعمني نفسيا شخص ميحسسنيش أني قليلة زيهم يا ليلى.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
دلوقت حسن مفهوش كل الحاجات دي مفهوش أي حاجة من اللي كنت محتاجاها! هل المفروض أني أتنازل عن رغباتي الأساسية اللي كنت عايزة ألاقيها في شريك حياتي
لا يا سلمى لا..
قالتها سريعا وبعصبية طفيفة ركزت معها الأخرى وبملامح جامدة كانت تسترسل
كل واحد فينا بيكون راسم شخص في خياله الشخص ده بيكون فيه كل حاجة هو محروم منها بيكون فيه الصفات اللي بيدور عليها في أهله ومش لقيها ومش من حق حد أنه يقولك أتنازلي عن صفة اساسية أنت بتدوري عليها لو أنت بتدوري على رجل حنين وأتنازلتي وأرتبطتي برجل قاسې هتتعبي لو بتدوري على الاهتمام ولقيتي بداله التجاهل هتكرهي عشتك أوعي تتنازلي يا سلمى أوعي.
أنا والله بدور على حد يهتم بيا عشان هما عمرهم ما أهتموا عايزة شخص حنين عشان هما كانوا قاسيين يدور على شخص يدعمني عشان هما دايما بيقللوا مني يا ليلى.
ختمت كلماتها ثم أنخرطت في البكاء أخذتها ليلى في أحضانها في محاولة لتهدأتها كانت الأخرى تبكي وتتنحب پعنف وكأنها تفرغ شحنة ڠضبها من كل من كان يضغط عليها.
لمحت ليلى السيدة سهام ومعها أشخاص يقفون على بعد منهم يتحدثون أتعدلت سريعا وخرجت صديقتها من أحضانها وهي تقول لها برفق
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
اومأت لها ثم نهضت وإتجهت للمرحاض لكي تغسل وجهها وقبل أن تتحرك ليلى أيضا كانت السيدة سهام أقتربت هي ومن معها ووقفوا على مقربة منها فسمعت السيدة وهي تقول لهم
هخليكم تتعرفوا على الولاد هما كلهم حلوين خالص وهادين وكمان السن اللي المدام عايزاه بإذن الله مش هيتعبها أبدا.
فهمت ليلى أنهم أسرة وجاءت لكي تتبنى طفلا من الدار ترجلت بعيدا عنهم وهي تفكر في تلك الفكرة التي أصبحت تراودها في الفترة الأخيرة لم لا هي تريد أن يكون لها طفلا وزوجها لم يفرق معه شيء من الأساس إذن ما المانع للمحاولة
ولكن عند سلمى فبعدما خرجت من المرحاض إتجهت لغرفة سمير بعد السلامات وترحيبها به بطريقتها الخاصة كانت تجلس بجانبه على الفراش ثم سألته
أحنا لازم نتكلم شوية يا سمير في اللي حصل امبارح.
تنهد الطفل ثم قال لها
نتكلم في إيه
وبهدوء قالت له
ليه موافقتش أنها تشوفك أنا عرفت انك رفضتها وخلتها تمشي بټعيط.
كان صدره يعلو ويهبط بشكل ملحوظ وكأنه يتذكر المشهد كاملا وبوجه متهجم كان يقول لها
عشان هي تستاهل.
ليه يا سمير
عشان بسبب أنانيتها أخويا أتجنن وأترمى في الشارع وعشان أنا محصلهوش رمتني هنا!
يتبع..
أزهار_بلا_مأوى
نورا_سعد
حقائق مؤلمة
الفصل العاشر
أزهار بلا مأوى
ليه يا سمير
عشان بسبب أنانيتها أخويا أتجنن وأترمى في الشارع وعشان أنا محصلهوش رمتني هنا!
ثبتت عينيها عليه وباهتمام سألته
ممكن تحكيلي براحة.
تنهد وهو يغلق عيناه پعنف وكأنه يستحضر كل ذكريات الماضي السوداء فتحهم من جديد وهو ينظر للاشيء أمامه ثم هتف
هو السبب كان دايما بيضربها وأخويا كان بيدافع عنها ده..ده كان هيبقى دكتور يا مس!
ده أخوك
هكذا سألته بهدوء نظر لها وبابتسامة خاوية بلا روح كان يقول لها
آه بس هو كان أناني زيها أستكتر عليه حلمه! حلمه اللي كان بيسعاله بكل جهده يا مس!
فهمت أنه يتحدث عن والده وأيضا لاحظت دموعه التي زينت وجنتيه ورجفة جسده التي ظهرت عليه چليا مع ذكر حكايته مع والده اقتربت منه ثم مسكت كف يده وحاوطته بين كفها وهي تقول له بنبرة هادئة تحمل في طياتها الأمان الذي يفتقده
سمير الماضي أنتهى مفيش حاجة هنا ممكن ترجعك للحظة وحدة من الماضي الحكاية كلها أني عايزة أسمعك.
كلماتها جعلته يشعر أن مشاعره هامة لأول مرة يشعر أن يوجد من يهتم به وما يحدث له أو بالأصح يهتم بما حدث له وتسبب في تدميره نفسيا نظر لها بتيه وكأنه لا يعلم بماذا يبدأ ثم هتف
هو كان دايما بيضربهم عشان الفلوس معرفش ليه كان بياخد منهم الفلوس بس دايما كانوا بيتضربوا عشان نفس السبب! لحد ما هو أتجنن وهي جابتني هنا! على أساس أنها كده بتحميني يعني!
ده بباك مش كده
نفى برأسه سريعا وپغضب شديد وتهكم كان يقول
متقوليش الكلمة دي ده شبه الۏحش الۏحش اللي بياكل في اللي حواليه وبس.
وبهدوء كانت سلمى تربت على كف يداه