رواية تمرد_عاشقه لياسمين الهجرسي
انت في الصفحة 1 من 11 صفحات
الحلقه الأولى
تمرد_عاشقه_ج إصدار 2021
فيروز_حطمت_حصون_قلب_القاسى_ج اصدار
ياسمين_الهجرسي
أتى الصباح وافترشت الشمس قلب السماء وأدلت بجدائلها الذهبية تثنت خيوط الأمل على زجاج نوافذنا بغرور تغمز للأحلام بطرفها وتنقش حروفا يتلألأ نورها هنا وهناك..
خرج الرجل السبعيني بوجه طويل وجبين عريض وشعر خفيف مشذب وممشط بفرق جانبي أذنان كبيرتان وشوارب بيضاء ولحية رمادية أنف متوسط الحجم عينان غائرتان إلى حد ما خرج إلى حديقة منزله وجلس في مكانه المفضل وهو ينظر إلى قصر حفيده عمير الخولي بكل فخر واعتزاز وهو يتلمس لحيته الرمادية التي تظهر عليها أمارات الشيب وملامحه الطيبة. ارتسمت على وجهه ابتسامة رضا وهو يحدث نفسه عن نجاح حفيده الذي يشبهه في كل صفاته مما يجعله فخورا بنجاحه
قطع حديثه مع نفسه صوت زوجته الحاجة نيرة التي تتمنى له الرضا فهي شخصية طيبة القلب حنون هادئة الطباع ترتدي عباءة تليق بعمرها وترتدي حجابا يعكس لون عينيها العسلي وبشرتها الحليبية التي يرتسم عليها تجاعيد التقدم بالعمر وتظهر خصلات شعرها المختلطة بالأبيض والأسود وهي تأمر مديرة المنزل أن تضع لهما
كدة يا حاج علي تصحى وتصلي الفجر وتنزل من غير ما تصحيني أنا زعلانة منك ولازم تصالحني..
ابتسم الحاج علي ابتسامه هادئه ل زوجته نيره وقدم لها فنجان قهوتها وأخذ فنجانه وارتشف منه وهو ينظر إلى فيلا عمير.
ما إنتي عارفة النهاردة الجمعة وعمير هينزل يدرب علي و فيروز هتنزل تحضر تدريب السباحة مع نيرة وإنتي كنتي تعبانة مرضتش أقلقك وكنت هصور لك كل اللي هيحصل لحد ما تصحي.
هو أنا عندي حل غير إني أفضل أصور حفيدي وولاده اللي انحرمت منهم بسبب غلطي وإني أصريت إنه يتجوزها لو كنت أعرف إن حالي هيبقى كدة مكنتش جوزته أميرة كنت فاكر إني بحمي أحفادي طلعت للأسف بدمرهم.
كانت تسمعه وقلبها ينفطر على حزن زوجها وعلى حفيدتها التي حرمت منها دمر شمل عائلة الخولي ففرت دموعها وهي تنظر إلى زوجها وترى ضعفه وقلة حيلته فى لم شمل عائلته..
في أثناء الوقت ذاته
كانت الأجواء والأحداث مختلفة في فيلا عمير الخولي ذو الخامسة والثلاثين عاما الذي نجح بعقلية تجارية فريدة من نوعها في استغلال فاجعة كورونا والركود الاقتصادي بسبب تفشي المړض على عكس كثير من رجال الأعمال الذين استسلموا لهبوط الأسهم في البورصة على الساحة الاقتصادية وكما يقال وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة قادرة على تحويل الضعف إلى قوة
استيقظ من نومه وهو في قمه سعادته يحتضن زوجته حبيبته فاتنة العيون التي ما زالت نائمة بين ذراعيه أخذ يمرر أنامله بحنان فوق خصلات شعرها الحريري الذي تمرد على لون الذهب متأملا ملامح وجهها الرقيق متشربا تفاصيله وعينيه البندقية تلمع بالعشق لحبيبته أخذ نفسا عميقا ودثرها بالغطاء واستقام لكي يعد لها هي وصغارها وجبة الإفطار استحم وارتدى ملابسه وقضى فرضه وغادر الجناح.
بعد وقت قليل كانت تتقلب فيروز بالفراش وعلى وجهها ترتسم ابتسامة مشرقة وأخذت تبحث بيدها عن عمير على وسادته لكنها وجدتها