الخميس 19 سبتمبر 2024
تم تسجيل طلبك بنجاح

قصة وعبرة

المال والقرآن

موقع أيام نيوز

17 المَالُ والقُرآنُ ❤️❤️ 
رَجُلٌ غَنيٌّ جِدًّا لَيسَ لَهُ عَائِلَةٌ ولَا أوْلادٌ، ولكنْ عنْدَهُ مِنَ العَامِلِينَ فِي قَصْرِهِ الكَثيرُ، وفِي يوْمٍ دَعَا جمِيعَ العَاملِينَ عندَهُ علَى العَشاءِ ووَضَعَ أمَامَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنهُمْ نُسْخَةً منَ القُرآنِ الكرِيمِ ومَبْلَغًا مِنَ المَالِ، وعندَمَا انْتَهَوْا مِن الطعَامِ سَألَهُمْ أنْ يَخْتَارُوا إمَّا المُصحَفَ الشَّرِيفَ أوْ مَبلَغَ المَالِ المَوضُوعَ معَ القُرآنِ، فبدَأَ أوَّلًا بالحَارِسِ وطلَبَ مِنهُ أنْ يَخْتَارَ دُونَ خَجَلٍ، فقَالَ الحَارِسُ: كُنْتُ أتَمَنَّى أنْ أخْتَارَ القُرآنَ، لَكِنِّي لَا أعْرِفُ القِراءَةَ، لذَلكَ سآخُذُ النُّقودَ، فهِيَ أكثَرُ فَائِدَةً بالنسْبَةِ لِي.  

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ثمَّ طَلبَ مِنَ البُستَانِيِّ كمَا طَلَبَ مِنَ الحَارِسِ، فقَالَ البُستانِيُّ: إنَّ زَوجَتِي مَرِيضَةٌ جدًّا وأحتَاجُ للنقُودِ حتَّى أُعَالِجُهَا، ولَوْلَا هذَا لاخْتَرْتُ القُرآنَ.  
بعدَهَا طَلبَ مِنَ الطبَّاخِ أنْ يَخْتَارَ، فقالَ لَهُ الطباخُ: أنا أحِبُّ القِرَاءَةَ، ولكنَّ عَملِي الكثيرَ لا يتْرُكُ لِي

 وقْتًا لِأقْرَأَ، لذلكَ سَأخْتَارُ النقودَ. 
آخِرُ دَوْرٍ كانَ للشابِّ الذِي يعْمَلُ سَائِسًا للحيَوانَاتِ التِي في إصْطَبْلِهِ، والرجُلُ الغَنِيُّ يعْرِفُ أنَّ هذَا الشابَّ فَقيرٌ جدًّا، فقالَ لَهُ: إنِّي مُتأكِّدٌ أنَّكَ سَتخْتَارُ النُّقودَ حتَّى تَشتَرِيَ طَعامًا وتَشْتَرِيَ حِذاءً بَدلَ حِذائِكَ المُمزَّقِ؟؟ 

أسعار السيارات في الآونة الأخيرة شهدت تقلبات ملحوظة، حيث تأثرت بارتفاع وانخفاض الدولار، مما انعكس على تكلفة علامات تجارية مثل تويوتا، هيونداي، ومرسيدس. و BMW هذا الارتباط بين سعر الصرف وسوق السيارات يحدد قدرة المستهلكين على اقتناء المركبات.
فأجابَهُ الشابُّ: صَحيحٌ أنَّهُ صَعبٌ عَليَّ شِرَاءُ حِذاءٍ جَديدٍ أو شِراءُ دَجاجَةٍ آكُلُهَا معَ أمِّي، لكِنِّي سَأخْتَارُ القُرآنَ، لأنَّ أمِّي قَالتْ لِي: كَلِمَةٌ مِنَ اللهِ سبحَانَهُ وتَعَالَى مُفِيدَةٌ أكثَرَ مِنَ الذَّهبِ وطَعْمُهَا أحْلَى منَ الشهْدِ. 
فأَخَذَ القُرآنَ، وبعدَ أنْ فَتحَهُ وجدَ فيهِ ظَرْفَيْنِ، أوَّلُ ظَرْفٍ فيهِ مبلَغٌ يُسَاوِي عشَرَةَ أضْعَافِ المبلَغِ الذِي كَانَ مَوجُودًا علَى طَاوِلَةِ الطعامِ، والظرْفُ الثانِي فِيهِ وَثِيَقةٌ بأنَّهُ سَوفَ يَرِثُ بعضَ أمْلاكِ هذا الرجُلِ الغَنيِّ.  
بعدَهَا قَالَ لَهُمُ الرجُلُ الغَنيُّ: إنَّ مَنْ يُحْسِنُ الظنَّ باللهِ فَلا يَخِيبُ رَجَاؤُهُ.