رواية للكاتبه نورا سعد-3
انت في الصفحة 1 من 11 صفحات
عائلة مع إيقاف التنفيذ
مامت سمير في مكتبي ونفسها تشوفه يا ليلى
نعم هي عايشة قصدي هي موجودة أصلا!
هكذا تسائلت ليلى بتعجب من مما سمعته رمشت السيدة بأهدابها وهي تتنفس بثقل وكأن العالم تآمر عليها اليوم من كل إتجاه وقالت لها
أيوا يا ليلى موجودة ومش وقت استفسار دلوقت خالص أنا خاېفة من رد فعل سمير لأنه بقاله سنين مشفهاش أرجوك قوليلي على حل أنقذ بيه الموقف أنا دماغي مشلو...
صباح الخير يا مس سهام.
قطمت كلماتها وهي تستدير خلفها على صوت سلمى تبدلت النظر بينها وبين الصبي الذي كان يقف بجوار صديقتها صامت ووجهه شاحب وهي أيضا شحب وجهها وهي تتبادل النظر بينها وبين سلمى لا تعلم ماذا تفعل هل ترفض تلك المقابلة وتكسر قلب تلك المسكينة اللتي قلبها يتآكل من كثرة أشتياقها لصغيرها أم تجعل الصبي يواجهها ويتحمل جميع النتائج
هكذا حسمت قرارها تقدم منها الطفل تحت نظرات السيدة سهام كانت السيدة تسألها بعينيها ماذا ستفعل أعطتها الأخرى نظرة مطمئنة ثم كست على ركبتيها لكي تصل لقامة الطفل وقالت له بلطف
أنت عامل إيه كويس
آه.
ابتسمت له ثم ربتت على خصلاته برفق وهي تواصل
طب في حد عايز يقابلك يا سمير.
قطب جبينه بتعجب وهو يسألها
مين ده
نظرت للسيدة سهامثم لسلمى التي كانت تتابع الموقف بجهل ثم قالت
هخليها مفاجأة بس لازم أعرف أنت جاهز ومستعد لأي مواجهة ولا حاسس نفسك تعبان
لوهلة شعر الطفل أن يوجد خطبا ما وبتردد أومأ لها وهو يقول
وهكذا صرح لها أنه مستعد داعبت خصلاته وهي تنهض من مكانها وتستقيم في وقفتها مدت كف يدها له وتحت نظراتهم أخذته وترجلت معه نحو غرفة مكتب السيدة سهام ساروا سويا طرقة قصيرة حتى وقفوا عند عتبة المكتب ضغطت ليلى على كفه وهي تنظر له وتقول
خليك هنا ثواني.
وتحت نظراته المتسائلة ترجلت هي أولا ثم غلقت الباب خلفها لكي تحجب عنه رؤية من في الداخل كانت سيدة هزيلة الجسد تجلس على المقعد الأمامي للمكتب فور دخول ليلى نظرت لها السيدة جيدا وظهر شحوب وجهها چليا عليها كان وجهها نحيف وعظام وجهها بارزا من تقاسيمها حتى مقلتيها برزت محجريهم بسبب نحافة وجهها وكانت خصلاتها مغطاة بطرحة متهالكة سوداء وهي ذاتها كانت تتشح بعباءة سوداء متهالكة بعدما تفحصتها ليلى جيدا وهي تتقدم منها ووقفت أمامها وقبل أن تستفسر السيدة عن شيء كانت ليلى تقول لها بحذم واضح
تنفست الصعداء ثم واصلت بنبرة أكثر هدوء
جايز هو كان نفسه في المواجهة دي!
فور انتهاء ليلى من حديثها كانت الدموع تنهمر من عيون السيدة وبرد فعل سريع منها كانت تكسي على يدها تريد أن تقبلها وهي تقول لها بصوت متعب
ابوس أيدك يا بنتي نفسي أشوفه ربنا يكرمك يارب زي ما هتكرميني وتخليني أشوف حتة مني.
بعد أذنك مينفعش اللي بتعمليه ده.
تنفست وهي ترجع خطوة للخلف ثم استرسلت
هو هيدخل دلوقت ياريت تحافظي على هدوءك.
مسحت السيدة دموعها سريعا وأخذت نفسها المتهدج لعلها تهدأ جلست مرة أخرى على مقعدها بسبب أشارة ليلى للمقعد صاحت ليلىعلىسمير لكي يدخل لهم كانت السيدة عيونها متعلقة على الباب وكأنها تنتظر أن روحها ترد لها من جديد!
لحظات وكان يظهر جزء منها أمامها شعرت وكأن أوصالها بأكملها تخدرت عن الحركة أنما هو.. فلم يحدث له شيء غير أنه فور وقوع بصره عليها شحب وجهه وكأنه سلبت منه الروح للتو! أرتد خطوة للخلف سريعا في حركة تلقائية نتيجة صډمته برؤيتها كانت ليلى تتابع الموقف وهي خلف سمير وعندما رأته في تلك الحالة تدخلت سريعا وهي تقول له
ماما يا سمير بقالها كتير عايزة تشوفك.
صمت ولم يتحدث كان فقط ينظر لتلك السيدة التي كانت تحملق فيه بتمعن شديد وكأنه يتذكر! يتذكر من تلك المرأة بالتحديد! وفي حين غرة كان يتقدم من السيدة وبهجوم شديد كان يقول لها
أمي أزاي يعني
قالها بهجوم شديد نظر لها بتحد دون أن يرمش لها رمشا واحدا ثم واصل
أمي اللي جبتني للدنيا وهربت
التقط أنفاسه بصعوبه تقدم خطوة أخرى منها وهو يحاول أن يتحكم في أنفاسه التي على وشك الفرار من صدره لم يهتم لدموعها التي انهمرت من مقلتيها وواصل بجفاء ظاهر في نبرة صوته
كنت فين يا ماما السنين اللي فاتت طب كنت فين لما رمتيني هنا وأنت شيفاني پصرخ لك وبقولك متسبنيش أنا مليش غيرك!
ارتجف صوته وهو ينهي جملته وكأن أشباح الماضي لحقته للتو! نهى كلماته وهو يضع يده على أذنه پعنف.. وكأنه هكذا يمنع صوت الماضي للوصول له اقتربت منه السيدة وهي تبكي پعنف وكأنها هكذا تؤثر عليه لعل قلبه يحن عليها كانت تحاول أن تنطق بحرف واحد ولكنها فشلت وكأن الثماني وعشرون حرفا في اللغة العربية لم يسعفوها للنطق بكلمة واحدة حتى! كل ما فعلته أنها تقدمت منه في محاولة منها لأخذه في أحضانها ولكن هو ومع أقترابها له انتفض وكأن حية سامة لدعته! ولم تكن أي حية وحسب بل كانت حية الماضي اللعېن التي سحبته دون أن يشعر لذكرى بعيدة كان ما يحدث فيها هو عكس ما يحدث الأن حتى في تبديل الشخصيات!
منذ سنوات ليست ببعيدة
كان هناك طفل ابن سبع سنوات يحاول ويحاول بكل جهده أن يفلت من يد تلك السيدة الغريبة عليه ولم تكن سوى سهام... كان يحاول بكل جهده لكي يعود لأحضان والدته التي طردته بطول ذراعيها منذ لحظات في ذلك المكان الغريب كان يبكي پعنف وهو يتوسل إلى والدته لكي تأخذه معها وأثناء محاولاته للأفلات من يد السيدة بالفعل نجح وركض نحو والدته بلهفة تشبث في ثوبها وكأنه هكذا تعلق بقارب نجاة في عرض البحار! وبعيون تحولت للون الډماء ونفس متهدك أثر البكاء والنحيب كان يقول لها
يا ماما أنا مش عايز أبقى هنا خديني معاك متسبنيش مع دول ولا دول.
لم يأته الرد وقتها فقط نظرت له والدموع تلمع في مقلتيها ولم تعقب بينما هو فتشبث بها أكثر ثم صړخ وكأن ضلوعه هي من كانت تصرخ عندما قال لها
هو أنت ليه بتعملي كده ليه على طول بتسبيني سبتيني أول مرة ليهم وأنت عارفة أنهم هيم وتوني ومشيتي! ودلوقت جيتي خدتيني منهم عشان مكنش زي أخويا وبدل ما تحميني منهم جاية برضه تسبيني بس المرة دي في مكان معرفوش أصلا أنت ليه أسهل حل ليك أنك تسيبي الدنيا وتمشي
صړخ بأخر كلامه بقلب طفل انفطر حزنا عل ما وصل له!
وكأنه عاد للحاضر على